كتاب أخبار الراضي بالله والمتقي لله = تاريخ الدولة العباسية
حِينَ شَرَّفْتَنِي فَكُنْتُ بِنُعْمَا ... كَ جَلِيساً مِنْ قَبْلِ كُلِّ جَلِيسِ
ثُمَّ أَفْرَدْتَنِي خُصُوصاً بِبِرٍّ ... مُفْرَدٍ طَاهِرٍ مِنَ التَّدْنِيسِ
إِنَّ بَيْنِي وَبَيْن دَهْرِيَ حَرْبَاً ... جَاوَزَتْ حَرْبَ دَاحِسٍ وَالْبَسُوسِ
أَنَا منْهُ لغَيْرِ هَجْرٍ وَوَصْلٍ ... وَاقِفٌ بَيْنَ لَوْعَةٍ ورَسِيسِ
فَاعْتَبِرْ مَا شَكَاهُ عَبْدُكَ مِنْهُ ... ثُمَّ دَاوِ الْخُنَاقَ بِالتَّنْفِيسِ
هُوَ في مِخْلَبِ الزَّمَانِ فَرِيسٌ ... فَارْحَمِ الآنَ نَفْسَ هَذَا الْفَرِيسِ
وَاسْقِهِ مِنْ سُلاَفِ جَودِكَ بَذْلاً ... فَاقَ طِيباً سُلاَفَةَ الْخَنْدَرِيسِ
يُطْلَقُ الشِّعْرُ فِي أُناسٍ وَشِعْرِي ... وَقْفُ مَدْحٍ عَلَى الإِمَامِ حَبِيسِ
لَمْ تَزَلْ فِي القَدِيمِ تَلْبَسُ مِنْهُ ... مُسْتَجَدَّ الطِّرَازِ غَيْرَ لَبِيسِ
لاَ أُعَلِّي بِهِ لعُلْوَةَ فِكْراً ... فِي مَشِيبٍ لَهَا وَلاَ لِلْعَمِيسِ
مِدَحٌ لَمْ يَزِدْ عَلَيْهَا زِيادٌ ... وَهُوَ خَاشٍ رَدَى أَبِي قَابُوسِ
لاَ وَلاَ حَاكَ مِثْلَهُنَّ جَرِيرٌ ... عِنْدَ إِيحَاشِ رَبْعِهِ الْمَأْنُوسِ
قَامَ هذَا الْمَدِيحِ بِالعُذْرِ مِنِّي ... نَائِباً عَنْ نَشيدِ يَوْمِ الْخَمِيسِ
فَالْقْهُ بِالنَّجَاح يَا أَكْرَمَ الأُمَّ ... ةِ أُعْطِي بِهِ يَمِينَ غَمُوسِ
الصفحة 23