كتاب أخبار الراضي بالله والمتقي لله = تاريخ الدولة العباسية

كتب يقرأها على الناس بمكاتبة المتقي لله له يأمره بقصد بغداد، وذلك ما لا يكذب به أحد ممن سمعه لهرب الخليفة، وما أظهره من عداوته للأمير.
فمنها علة الأمير توزون، التي اشتدت في هذا الوقت، فما خرج عن بغداد إلا وهو عليل رقيد.
ومنها قلة المال وأنه لا يرجع إلى شيء معد ولا يقدر على استسلاف من التجار على شيء يرد، ولا مطالبة للمستظهرين منهم، بقرض، لئلا تنفر عامة البلد مع حاجته إلى تسكينهم وإلى الرفق بهم.
ومنها مجيء القرامطة إلى الكوفة يطالبون بمائة وخمسين ألف دينار، وورد المكنى بأبي دلف بغداد مستحثاً لذلك.
ومنها شذوذ الخليفة وتباعده إلى الرقة، يورى الناس أن توزون قد عصاه، وأراد إتلافه فيهرب منه، وأن الترجمان يهتف بذلك ويجاهر به ويكاتب الناس من أهل الشرق والغرب بمعونة الخليفة وإغاثته واستنقاذه.
ومنها أن ناحية ناصر الدولة التي كانت مغوثة بالأموال الموكفة والأقوات الواردة قد أفسدها الخليفة ومن معه، فانقطعت مواردها وغلت الأسعار بها ويئس الجند منها: إلى أشياء بعد هذا لعله لا يجوز ذكرها. فصبر أبو جعفر على هذا كله، حتى كشفه الله لمناصحته، ويمن تدبيره.
ومن أعجب العجب أن قوماً يظنون أنهم يقومون مقامه ويغنون

الصفحة 264