كتاب أخبار الراضي بالله والمتقي لله = تاريخ الدولة العباسية

عَطَفَ الرِّجالُ إلَيْهِمْ فَتَعَطَّفُوا ... لِلأْسْرِ وَالإِذْلالِ فِعْلَ نِساءِ
وَأَتَى الأَمِيرُ بِعِزَّةٍ وَمَهابَةٍ ... يَخْتالُ بَيْنَ غِنىً وَبَيْنَ غنَاءِ
خَصِبَتْ بِهِ بُغْدادُ بَعْدَ جُدُوبِها ... وَتَلَبَّسَتْ مِنْهُ ثِيابَ رَخاءِ
هذا وَفِي أَيَّامِ بَجْكَمَ كَمْ لَهُ ... مِنْ صِدْقِ عارِفَةٍ وَحُسْنِ بَلاءِ
تَسْوَدُّ أَيْدي غَيْرِهِ فِي حَرْبِهِ ... فَيُضِيئُها قَيدٍ لَهُ بَيْضاءِ
أَطْنابُ بَأْسِكَ يَوْمَ حَرْبِكَ عُلِّقَتْ ... لِعُلُوِّها بِكَواكِبِ الْعَوَّاءِ
فَضَلَتْ كَفَضْلِ بَنِي النَّبِيِّ وصَهْرِهِ ... فِي نُبْلِ قَدْرِهِمُ بَنِي الطَّلقَاءِ
فَرَقِيتَ فِي دَرَجَ الْمَعالِي صاعِداً ... تَعْلُو عَلَى الْعظُمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ
ولما استكتب الأمير أبو الوفاء توزون أبا جعفر محمد بن يحيى، وقدم بغداد، دخلت إليه فأنشده:
عَذَلْتُ امْرَءاً فِي عِشْقِهِ لَيْسَ يَعْذُرِكْأمَا عَاشَ أنْ يَنْهاكَ عَنْهُ وَيَزْجُرُكْ
مَتَى لَمْ تَحْطِ خُبْراً بِما صَنَعَ الْهَوىبِمَنْ فارَقَ الأَحْبَابَ فَالدَّمْعُ يُخْبِرُكْ
أَما لَوْ بَلَوْتَ الْحُبَّ واقْتَادَكَ الْهوَىإلَى هَجْرِ مَحْبُوب لَقَلَّ تَصَبُّرُكْ
شَرِبْتُ كُؤُوسَ الْحُبِّ صِرْفاً ودُونَ ماشَرِبْتُ مِنَ الْمَمْزُوجِ ما لاَ يُسَكِّرُكْ
عَلَى الْيَمْنِ وَالتَّوْفِيقِ أُلْبِسْتَ خِلْعَةًبِها المُتَّقِي لِلِه بِالْحَقِّ يُؤْثِرُكْ

الصفحة 273