كتاب تاريخ دمشق لابن عساكر (اسم الجزء: 49)

وأمرتنا له بالسجود وأسكنته الجنة قال إنه عصاني فأخرجته من الجنة فاشتاقت الملائكة إلى آدم فقال جبريل يا رب إن آدم اشتاق إلى الملائكة فقال الله يا جبريل إن الملائكة قد اشتاقت إلى آدم كما اشتاق آدم إليهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كذلك الأرواح تتعارف قال الله يا جبريل انطلق بالبيت المعمور فاهبط به إلى الأرض وضعه في حرمي وقل لآدم يحجه ويوافي ملائكتي هناك فجاء جبريل وهما يختصمان قابين وهابيل فأخبر آدم فقال لهما آدم قربا القربان قال وكان قابين صاحب زراعة وهابيل صاحب غنم فقرب هابيل كبشا وكان قائد غنمه يقال له رزين (1) وهو الكبش الذي فدى الله به إسحاق وقرب قابين من زوان (2) حرثه قال فقربا ذلك أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا محمد بن يوسف بن بشر قال قرئ علي محمد بن حماد أنبأنا عبد الرزاق أنبأنا معمر عن قتادة في قوله " واتل عليهم نبأ ابني آدم " (3) قال هما هابيل وقابيل قال كان أحدهما صاحب زرع والآخر صاحب ماشية فجاء أحدهما بخير ماله وجاء الآخر بشر ماله فجاءت النار فأكلت قربان أحدهما وهو هابيل وتركت قربان الآخر فحسده فقال " لأقتلنك " (4) وأما قوله " إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك " فيقول تبوء بإثم قتلي وإثمك وأما قوله تعالى " فبعث الله غرابا يبحث في الأرض " فإنه قتل غراب غرابا فجعل يحثو عليه فقال ابن آدم الذي قتل أخاه حين رآه " يا ويلتي أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأة أخي فأصبح من النادمين " (3) أخبرنا أبو الحسن علي بن بركات بن إبراهيم في كتابه حدثنا أبو بكر أحمد بن علي أنبأنا أبو الحسن بن رزقوية أنبأنا أبو عمرو الدقاق وأبو بكر الحداد قالا أنبأنا الحسين (5)
_________
(1) كذا رسمها بالاصل وم وز وفي المختصر: رذين
(2) بدون إعجام في م وفي " ز ": ذوان وفوقها ضبة والزوان: حب يخالط البر كما في الصحاح وفي التاج وهو ما يخرج من الطعام فيرمى به وهو الردئ منه
(3) سورة المائدة الاية: 27 الى 31
(4) قال له ذلك حتى لا ينكح أخته راجع البداية والنهاية والكامل لابن الاثير

الصفحة 37