كتاب هكذا علمتني الحياة
العربية هي التي ينظر إليها رجال الجامعة في كل مقرراتهم لما تضاربت المصالح، ولكنها مصلحة دول أو كيانات مبعثرة يريدها بعض الرؤساء حدوداً فاصلة إلى الأبد بين أبناء أمة واحدة!.
رجعية رؤساء الجامعة
ج - ... جمود رؤساء الجامعة في وجه التطور الذي شمل العالم العربي في أفكاره ووسائل معيشته، فلقد أبى أكثر هؤلاء الرؤساء حتى اليوم أن يفهموا أن معركة الحياة التي يخوضها العرب اليوم ليست معركة سلاح أو سياسة بقدر ما هي معركة فكر ونظام وعلم .. لقد كانت قوانا واليهود في معارك فلسطين غير متكافئة .. كانت المعركة بيننا وبينهم معركة بين فوضى وتنظيم، وفقر وغنى، وجهل وعلم، وعاطفة وعقيدة .. فهل تعجبون من ذلك إذا انتصر النظام على الفوضى، والعلم على الجهل، والعقيدة على العاطفة الجاهلة؟! .. ... ولا يزال حتى الآن كثير من رؤساء الجامعة لا يريدون أن يفهموا أن ابن القرن العشرين لا يغلبه ابن القرن الخامس عشر بسلاحه ونظامه، وبجهله وبطراز معيشته! وأن جماهير وفدت إلى فلسطين من أنحاء الدنيا لعقيدة نُشِّئت عليها منذ الصغر، لا يمكن أن تغلبها جماهير حُشدت من مختلف دنيا العروبة لغاية لا تعلمها، ولفكرة لم تغذَّ بها ولا ربيت عليها!.
الصفحة 359
368