كتاب تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية
وساروا عليه قولاً، وعملاً فقديماً قال عرب الجاهلية للنبي صلى الله عليه وسلم " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " (¬1) .
لكنه غير مقبول بعد انتهاء فترة الاختبار وظهور الحجة الساطعة بعد البلوى والامتحان وبعد النقاش والحوار والمداولة والمجادلة.
فقد أثبتت المراسلات الهادئة والكتابات الهادفة وآراء العلماء المتزنين الذين حاوروا في مكة مجموعة من علماء الدعوة بأن الإمام سعود بن عبد العزيز الذي سار على دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم ينتهج أمراً بدعاً ولم يخالف في دعوته ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الشيخ محمداً لم يستدل في كتبه بغير الآيات القرآنية الكريمات والأحاديث النبوية الصحيحة حسبما دار من حوله بين علماء مكة وعلماء نجد ذلك الوقت وبين ابن سعود وعلماء نجد من جانب وعلماء المغرب من جانب آخر عام 1226 هـ كما رصد ذلك في تاريخ المغرب (¬2) .
وسوف أستعرض في هذا البحث أسماء بعض العلماء من نجد الذين ناوؤوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وخرجوا من نجد يحملون العداء للدعوة والكذب عليها وتشويهها أمام المسلمين فاقتنع بكلامهم ودعواهم البعيدون وتأثروا بمقالاتهم بينما لم يعرفوا عن الدعوة شيئاً من غير هذا الجانب ولم يدركوا سبب الافتراء عليها ومبررات الكذب والبهتان ضد الشيخ محمد ودعوته.
¬_________
(¬1) - سورة الزخرف آية 23.
(¬2) - راجع في هذا الكتاب الإعلام بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام ج 10 ص 70 - 71 , وكتاب الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى ج 8 ص 120 - 122. وانظر البيان المفيد فيما اتفق عليه علماء مكة ونجد من عقائد التوحيد الطبعة الأولى عام 1244 هـ.
الصفحة 49
142