كتاب فاكهة الخلفاء ومفاكهة الظرفاء

وقد قيل إذا تغير السلطان تغير الزمان (وهل أتاك أيها الدستور واقعة الرئيس مع بهرام جور) قال الوزير أخبرنا يا باقعة كيف كانت تلك الوقعة قال الحكيم أخبرني شيخ عليم بالفضل مشهور إن بهرام وكان ذا يد عزم على الصيد فخرج في عسكر جرار واستوى في الصحارى والقفار وبينما هم قد تفرقوا فما شعر إلا وقد حركت يد الشمال غربال المطر ثم تراكم من السحاب على وجه عروس السماء النقاب وانهل الغمام المدرار وصارت الدنيا جنات تجري من تحتها الأنهار وأقبلت سوابق السيول تجري في مضمارها الخيول فتشتت العساكر وتشوشت الخواطر فقصد بهرام جور كفرا من الكفور وطلب القرى من تلك القرى منفردا عن عسكره مخفيا من خبره فنزل بيت الرئيس وهو رجل خسيس فلم يقم من حقه بالواجب لأنه يعلم ذلك الراكب فتشوش خاطره وتكدرت ضمائره وتغيرت عليهم نيته وإن لم تتغير بشريته فلما أقبل الليل جاء الراعي وهو يدعو بالويل ويشكو كثرة المحن من قلة اللبن وذكر أن المواشي لم تدر ضرعا مع إن رعيتها كانت أحسن مرعى ولا وقف لذلك على سبب ولا درى كيف حال حالها وانقلب وكان للرئيس بنت تخجل الأقمار بخدها وتقصف الأغصان على قدها فلما سمعت كلام الراعي قالت والله أنا أعرف السبب والداعي وهو أن السلطان الذي نيته حفظ أوطاننا تغيرت نيته علينا وتقدم ضميره بالسوء إلينا فظهر النقص في ماشيتنا وسيتعدى ذلك إلى أنفسنا وحاشيتنا وقد قيل إذا هم

الصفحة 54