كتاب مختصر تلخيص الذهبي (اسم الجزء: 3)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أم أيمن، قالت: زوَّج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته فاطمة من علي بن أبي طالب، وأمره أن لا يدخل على فاطمة حتى يجيئه، وكانت اليهود يؤخرون الرجل عن أهله، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى وقف بالباب، وسلم، فاستأذن، فأذن له، فقال: "أثمَّ أخي؟ " فقالت أم أيمن: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، من أخوك؟ قال: "علي بن أبي طالب"، قالت: وكيف يكون أخاك، وقد زوجته ابنتك؟ قال: "هو ذاك يا أم أيمن"، فدعا بماء في إناء، فغسل فيه يديه، ثم دعا علياً، فجلس بين يديه، فنضح على صدره من ذلك الماء، وبين كتفيه، ثم دعا فاطمة، فجاءت بغير خمار، تعثر في ثوبها، ثم نضح عليها من ذلك الماء، ثم قال: "والله ما ألوت أن زوجتك خير أهلي"، وقالت أم أيمن: وَلِيْتُ جهازها، فكان فيما جهَّزتها به مرفقة من أدم حشوها ليف، وبطحاء مفروش في بيتها.
دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله: "مرسل".
ويعني بالِإرسال الانقطاع بين سعيد بن المسيب، وأم أيمن -رضي الله عنها-.
وقد ذكر المزي في تهذيب الكمال (1/ 504) جملة من الصحابة الذين روى عنهم سعيد بن المسيب مرسلاً، وموصولاً، ولم يذكر أم أيمن فيهم.
وسعيد ولد لسنتين مضتا من خلافة عمر -رضي الله عنه-، وأم أيمن توفيت في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، وقد تكون في أولها، فيكون القول في سماعه منها شبيهاً بالقول في سماعه من عمر، وبعض أهل العلم لا يثبت له سماعاً من عمر، قال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: سعيد بن المسيب قد رأى عمر، وكان صغيراً، قلت ليحيى: هو يقول: ولدت لسنتين مضتا من خلافة عمر؟ قال يحيى: ابن ثمان سنين يحفظ شيئاً؟! قال: إن هؤلاء قوم يقولون: إنه أصلح بين علي =

الصفحة 1613