كتاب مختصر تلخيص الذهبي (اسم الجزء: 4)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
¬__________
= الحكم علي الحديث:
الحديث بإسناد الحاكم فيه عبد الصمد بن الفضل، ولم يتضح من حاله ما يكفي، حيث لم يوثقه سوى ابن حبان، ومع ذلك فقد خالفه الِإمام أحمد في الفضائل، فروى الحديث مرسلاً كما سبق، فيكون الحديث ضعيفاً بهذا الإِسناد لما ذُكر، ولو صح لما كان على شرط الشيخين، لأن أبا صخر لم يرو له البخاري في الصحيح، وإنما في الأدب المفرد.
والحديث قد صح من غير هذا الوجه.
فقد أخرج البخاري في صحيحه (10/ 426رقم 5998) في الأدب، باب رحمة الولد، وتقبيله، ومعانقته.
ومسلم (4/ 1808رقم 64) في الفضائل، باب رحمته -صلى الله عليه وسلم-.
كلاهما من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت -واللفظ للبخاري-: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم، فقال النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-- "أوَ أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة؟ ".
وأخرج البخاري في الموضع نفسه برقم (5997).
ومسلم أيضاً برقم (65).
كلاهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال -واللفظ للبخاري-: قبَّل رسول الله -صلَّى الله عليه وسلم- الحسن بن علي، وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالساً، فقال الأقرع: إن لي عشرة من الولد، ما قبَّلت منهم أحداً، فنظر إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم قال: "من لا يَرحم لا يُرْحم".

الصفحة 1659