كتاب منازل السائرين

فأجبتهم بذلك بعد استخارتي الله واستعانتي بِهِ وسألوني أَن أرتبها لَهُم ترتيبا يُشِير إِلَى تواليها وَيدل على الْفُرُوع الَّتِي تَلِيهَا وَأَن أخليه من كَلَام غَيْرِي وأختصره ليَكُون ألطف فِي اللَّفْظ وأخف للْحِفْظ
وَإِنِّي خفت أَنِّي إِن أخذت فِي شرح قَول
أبي بكر الكتاني إِن بَين العَبْد وَالْحق ألف مقَام من نور وظلمة
طولت عَليّ وَعَلَيْهِم
فَذكرت أبنية تِلْكَ المقامات الَّتِي تُشِير إِلَى تَمامهَا وتدل على مرامها وَأَرْجُو لَهُم بعد صدق قصدهم مَا
قَالَ أَبُو عبيد البسري إِن لله عبادا يُرِيهم فِي بداياتهم مَا فِي نهاياتهم
ثمَّ إِنِّي رتبته لَهُم فصولا وأبوابا يُغني ذَلِك التَّرْتِيب عَن التَّطْوِيل الْمُؤَدِّي إِلَى الملال وَيكون مندوحة عَن التسآل فَجَعَلته مائَة مقَام مقسومة على عشرَة أَقسَام
وَقد قَالَ الْجُنَيْد قد ينْقل العَبْد من حَال إِلَى حَال أرفع مِنْهَا

الصفحة 5