كتاب المغرب في ترتيب المعرب

وَ {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ} [الغاشية: 25] (وَ) {إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالا} [المزمل: 12] ، (وَيُبْطِلُ) عَمَلَهَا الْكَفُّ، وَالتَّخْفِيفُ، وَحِينَئِذٍ كَانَتْ دَاخِلَةً عَلَى الْأَسْمَاءِ، وَالْأَفْعَالِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الأنعام: 19] ، وَ {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27] ، وَإِنْ زَيْدٌ الذَّاهِبُ، وَإِنْ كَانَ زَيْدٌ كَرِيمًا، وَالْفِعْلُ الَّذِي يَدْخُلُ عَلَيْهِ (أَنْ) الْمُخَفَّفَةُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مِمَّا يَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَأِ، وَالْخَبَرِ، وَاللَّامُ لَازِمَةٌ لِخَبَرِهَا، وَهِيَ الَّتِي تُسَمَّى الْفَارِقَةَ لِأَنَّهَا تَفْرُقُ بَيْنَهَا، وَبَيْنَ " أَنْ " النَّافِيَةِ (وَمِنْ الدَّاخِلَةِ عَلَى الْجُمْلَةِ) لَا لِنَفْيِ الْجِنْسِ يُنْصَبُ الْمَنْفِيُّ إذَا كَانَ مُضَافًا، وَمُضَارِعًا لَهُ، وَإِذَا كَانَ مُفْرَدًا فَهُوَ مَفْتُوحٌ، وَالْخَبَرُ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ مَرْفُوعٌ تَقُولُ: لَا غُلَامَ رَجُلٍ كَائِنٌ عِنْدَنَا، وَلَا خَبَرًا مِنْ زَيْدٍ جَالِسٌ عِنْدَنَا، وَلَا رَجُلَ أَفْضَلُ مِنْك، وَمِنْهُ كَلِمَةَ الشَّهَادَةِ.
(وَأَمَّا الْعَامِلُ فِي الْفِعْلِ) فَصِنْفَانِ: (أَوَّلُهُمَا: مَا تَنْصِبُ الْمُضَارِعَ) مَأْخُوذٌ مِنْ الضَّرْعِ كَأَنَّهُمَا رَضَعَا ضَرْعًا وَاحِدًا، وَهُوَ ثَلَاثَةُ أَحْرُفٍ: (أَنْ) الْمَصْدَرِيَّةُ، (وَلَنْ) لِتَوْكِيدِ نَفْيِ الْمُسْتَقْبَلِ، (وَإِذَنْ) جَوَابٌ وَجَزَاءٌ تَقُولُ: أُحِبُّ أَنْ تَقُومَ، وَلَنْ يَخْرُجَ، (وَإِذَنْ) أُكْرِمَك، (وَأَنْ) مِنْ بَيْنِهَا تَدْخُلُ عَلَى الْمَاضِي، وَتُضْمَرُ بَعْدَ سِتَّةِ أَحْرُفٍ، وَهِيَ (حَتَّى) نَحْوُ مَرَّتْ حَتَّى أَدْخَلَنَا، (وَلَامُ كَيْ) جِئْتُك لِتُكْرِمَنِي، (وَلَامُ الْجَحْدِ) نَحْوُ فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ} [الأنفال: 33] ، {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 179] ، (وَأَوْ) بِمَعْنَى إلَى أَوْ إلَّا نَحْوَ لَأَلْزَمَنَّكَ أَوْ تُعْطِيَنِي حَقِّي، (وَوَاوِ الْجَمْعِ) نَحْوُ لَا تَأْكُلْ السَّمَكَ، وَتَشْرَبَ اللَّبَنَ أَيْ: لَا تَجْمَعْ بَيْنَهُمَا، وَتُسَمَّى وَاوَ الصَّرْفِ لِأَنَّهَا تَصْرِفُ الثَّانِيَ عَنْ إعْرَابِ الْأَوَّلِ، (وَالْفَاءُ) فِي جَوَابِ الْأَشْيَاءِ السِّتَّةِ، (وَهِيَ: الْأَمْرُ) : زُرْنِي فَأُكْرِمَك (وَالنَّهْيُ) : لَا تَدْنُ مِنْ الْأَسَدِ فَيَأْكُلَك، وَفِي التَّنْزِيلِ {وَلا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ} [طه: 81] (وَالنَّفْيُ) : {لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} [فاطر: 36] (وَالِاسْتِفْهَامُ) : {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا} [الأعراف: 53] (وَالتَّمَنِّي) : {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ} [النساء: 73] (وَالْعَرْضُ) : أَلَا تَنْزِلُ فَتُصِيبَ خَيْرًا وَعَلَامَةُ صِحَّةِ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى إنْ فَعَلْت فَعَلْت.

(وَالصِّنْفُ الثَّانِي) : (حُرُوفٌ تَجْزِمُ الْمُضَارِعَ) ، وَهِيَ (لَمْ، وَلَمَّا) لِنَفْيِ الْمَاضِي، وَفِي لَمَّا تَوَقُّعٌ، (وَلَامُ الْأَمْرِ، وَلَا فِي النَّهْيِ، وَإِنْ فِي

الصفحة 535