كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، لا نالتني شفاعة محمد صلّى الله عليه وسلّم إن كنت وضعت يدي عليها لريبة قط. فما برحنا حتى مات.
وبثينة صاحبته ابنة الأسود، ويقال ابنة مالك، ويقال ابنة حيا. ويقال: حيى ابن ربيعة بن ثعلبة بن الهوذ، عذرية أيضا، ويقال: هي ابنة خالد، قيل أنه لما بلغها وفاة جميل جزعت وصاحت وأغمي عليها ساعة، ثم قامت وقالت ترثيه (¬1):
وإنّ سلوّي عن جميل لساعة … من الدّهر ما حانت ولا حان حينها
سواء علينا يا جميل بن معمر … إذا متّ بأساء الحياة ولينها
ولم ير أكثر باكيا وباكية من يومئذ. قال المبرد: دخلت بثينة على عبد الملك ابن مروان فأحدّ النظر إليها ثم قال: يا بثينة، ما رأى فيك جميل حين قال فيك ما قال.
قالت: ما رأى الناس فيك حين ولوك الخلافة؟ فضحك وقضى حاجتها.
32 - وأنشد:
أن تقرآن على أسماء ويحكما … منّي السّلام وأن لا تشعرا أحدا
لم يسم قائله. وقبله:
يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسكما … وحيثما كنتما لاقيتما رشدا
أن تحملا حاجة لي خفّ محملها … تستوجبا نعمة عندي بها ويدا
قوله: أن تقرآن، في موضع نصب بدل من حاجة، أو رفع خبر (هي) مقدّرا.
واستشهد به على إهمال إن، فلم تنصب، حملا على ما زعم الكوفيون أنّ (أن) مخففة من الثقيلة، شذ اتصالها بالفعل. ويح: كلمة رحمة، كما أن ويل كلمة عذاب.
¬__________
(¬1) الشعراء 409 (من الدهر ما جاءت ..).

الصفحة 100