كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

قريناكم فعجّلنا قراكم … قبيل الصّبح مرداة طحونا
على آثارنا بيض كرام … نحاذر أن تقسم أو تهونا
ظعائن من بني جشم بن بكر … خلطن بميسم حسبا ودينا
أخذن على بعولتهنّ عهدا … إذا لاقوا فوارس معلمينا
ليستلبنّ أبدانا وبيضا … وأسرى في الحديد مقرّنينا
وبهذه الأبيات علم أن القرى في البيت استعارة عن القتل. قال شارح المعلقات:
يقول نزلتم منا منزلا قريبا كمنزل الأضياف فعجلنا لكم القتل قبل أن تقتلونا. ومن آخر القصيدة:
إذا ما الملك رام النّاس خسفا … أبينا أن نقرّ الخسف فينا
ملأنا البرّ حتّى ضاق عنّا … وبحر الأرض نملؤه سفينا
لنا الدّنيا وما أضحى عليها … ونبطش حين نبطش قادرينا
بغاة ظالمين وما ظلمنا … ولكنّا سنبدأ ظالمينا
إذا بلغ الرّضيع لنا فطاما … تخرّ له الجبابر ساجدينا
ألا لا يجهلن أحد علينا … فنجهل فوق جهل الجاهلينا
قال شارح المعلقات: جاء ناس من بني تغلب إلى بكر بن وائل يستسقونهم في سنة أصابتهم فطردتهم بكر للحقد الذي كان بينهم، فرجعوا إلى الفلاة فمات منهم سبعون رجلا عطشا، فاجتمعت بنو تغلب لحرب بكر واستعدت لهم بكر، وخافوا أن تعود الحرب بينهم كما كانت فدعا بعضهم بعضا الى الصلح، فتحاكموا في ذلك الى الملك عمرو بن هند، وهو ابن المنذر وهند أمّه، فجمع الفريقين وأصلح بينهم، وأنشد

الصفحة 120