كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

ثان. وهو بالمثلثة المقيم. ولا ردّ لما توهمته من وقوع أحد الأمرين لا جواب لسؤالها.
والجيرة: بكسر الجيم، جمع قلة للجار. والأكثبة: جمع كثيب، بالمثلثة، وهو الرمل المجتمع كالكوم. والدهناء: موضع ببلاد تميم، يمدّ ويقصر، وهو في البيت مقصور (¬1). ومن أبيات هذه القصيدة (¬2):
وكنت أرى من وجه ميّة لمحة … فأبرق مغشيّا عليّ مكانيا
أصلّي فما أدري إذا ما ذكرتها … أثنتين صلّيت العشا أم ثمانيا (¬3)
وإن سرت في أرض الفضاء حسبتني … أداري رحلي أن تميل حباليا
يمينا إذا كانت يمينا وإن تكن … شمالا يحاديني الهوى عن شماليا
هي السّحر إلّا أنّ للسّحر رقية … وأنّي لا ألقى لما بي راقيا
هي الدّار إذ ميّ لأهلك جيرة … ليالي لا أمثالهنّ لياليا

فائدة: [ذو الرمّة]
ذو الرمّة اسمه غيلان بن عقبة بن مسعود (¬4) بن حارثة بن عمرو بن ربيعة بن
¬__________
(¬1) البيت في اللسان وتاج العروس (دهن) وفي الديوان والكامل (... لجيرة). قال المبرد: (قوله: لا، لحن وهذا اللحن راجع على المرأة لأن لا لاتقع إلا في جواب (أو). وإنما سألته «بأم» وهي لم يستقر عندها علم). وفي ديوانه: (أي قلت للعجوز: لا زوجة لي هاهنا، ولم أجئ في خصومة، ان أهلي ومالي لجيرة لأكثبة الدهنا، أي ثم منزلي ومالي).
(¬2) الأبيات الآتية في ديوانه على اختلاف الترتيب فقد وردت أرقامها على التوالي: 19 و 22 و 23 و 24 و 26 و 8.
(¬3) في الديوان 652: (صليت الضحى ..) وفيه: (يريد أثنتين أم ثمان، يريد انه كان يعقد بأصابعه فيستفتح من غفلته وينبسط فيظنها ثمانيا).
(¬4) كذا بالاصل وفي الشعراء 506، والمشتبه للذهبي 58، والقاموس (بهش): بهيش، بضم الباء الموحدة وآخره شين معجمة. وفي الأغاني واللآلي وابن خلكان: نهيش، بالنون والمهملة.

الصفحة 140