كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

لأحميه بذلك، لأنه يماني. فقال: لو أن امرأ القيس كلف أن ينشد شعر ذي الرّمّة ما أحسنه.
وأخرج عن أبي عبيدة قال: لقى جرير ذا الرمّة فقال له: هل لك في المهاجاة؟
قال ذو الرمّة: لا. قال جرير: كأنك هبتني! قال: لا والله. قال: فلم لا تفعل؟ قال:
لأن حرمك قد هتكهنّ السفلة وما ترك الشعراء في نسواتك مرقعا.
مات ذو الرمّة بأصبهان سنة سبع عشرة ومائة عن أربعين سنة.
قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمّة. وقال الأصمعي: مات ذو الرمّة عطشانا، وأتي بالماء وبه رمق فلم ينتفع به وكان آخر ما تكلم به قوله (¬1):
يا مخرج الرّوح من نفسي إذا احتضرت … وفارج الكرب زحزحني عن النّار
أخرجه ابن عساكر.
53 - وأنشد:
دعاني إليها القلب إنّي لأمره … سميع فما أدري أرشد طلابها
تقدّم شرحه في شواهد الهمزة (¬2).
54 - وأنشد:
¬__________
(¬1) ديونه 667، والأغاني 16/ 126 و 128، واللسان (زح) وتاج العروس (روح) وقبله:
يا رب قد أشرفت نفسي وقد علمت … علما يقينا لقد أحصيت آثاري
ويروى البيت: (يا مخرج الروح من جسمي ...).
(¬2) انظر ص 27 والكامل 611.

الصفحة 142