كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

أم كيف ينفع ما تعطي العلوق به … رئمان أنف إذا ما ضنّ باللّبن
هذان آخر مقطوعة لأفنون التغلبي، وأوّلها (¬1):
أبلغ حبيبا وخلّل في سراتهم … أنّ الفؤاد انطوى منهم على حزن
قد كنت أسبق من جاروا على مهل … من ولد آدم ما لم يخلعوا رسني
فالوا عليّ ولم أملك فيالتهم … حتّى انتحيت على الأرساغ والثّنن
لو أنّني كنت من عاد ومن إرم … ربّيت فيهم ولقمان ومن جدن
لما فدوا بأخيهم من مهوّلة … أخا السّكون ولا جاروا على السّنن
سألت قومي وقد سدّت أباعرهم … ما بين رحبة ذات العيص والعدن
إذ قرّبوا لابن سوّار أباعرهم … لله درّ عطاء كان ذا غبن
إنى جزوا ... البيتين.
قوله: خلّل في سراتهم: أي خصهم بالبلاغ، أي اجعل بلاغك يتخللهم. والسراة:
السادة (¬2). قوله: (قد كنت أسبق من جاروا) هو مثل، أي كنت أناضل عنهم وأدفع وأسبق من جاراهم وفاخرهم. وقوله: (ما لم يخلعوا رسني) مثل أيضا، أي ما لم يبتزوا مني ويرغبوا عني. والرسن: الحبل الذي يشدّ به الدابة في رأسها.
وفالوا، بالفاء، أخطأوا، ومصدره: فيوله. والفيال بالكسر: الاسم فيه. وانتحيت، بالمهملة، اعتمدت. والأرساغ، بسين مهملة وعين معجمة، جمع رسغ، وهو من الدواب الموضع المستدق بين الحافر وموصل الوظيف من اليد والرجل. والثّنن:
¬__________
(¬1) القصيدة هي المفضلية رقم 66 وهي في المفضليات 261 - 263، والخزانة 4/ 455 - 456، وشعراء الجاهلية 193، وانظر الامالي 2/ 51، وامالي ابن الشجري 1/ 37، والبيان والتبيين 1/ 23.
(¬2) وحبيب، بالتصغير، قبيلة الشاعر أفنون، وهم بنو حبيب بن عمرو ابن غنم بن تغلب.

الصفحة 145