كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

لئن كان إيّاه لقد حال بعدنا … عن العهد والإنسان قد يتغيّر
فقالت: نعم، لا شكّ غيّر لونه … سرى اللّيل يحيي نصّه والتّهجّر
رأت رجلا أمّا إذا الشّمس عارضت … فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر
أخا سفر جوّاب أرض تقاذفت … به فلوات فهو أشعث أغبر
قليل على ظهر المطيّة ظلّه … سوى ما يقي عنه الرّداء المحبّر
ومنها:
وقلن: أهذا دأبك الدّهر سادرا؟ … أما تستحي أو ترعوي أو تفكّر؟
إذا جئت فامنح طرف عينيك غيرنا … لكي يحسبوا أنّ الهوى حيث تنظر
في الكامل للمبرّد (¬1): أن ابن عباس دخل عليه عمر بن أبي ربيعة وهو غلام، وعنده نافع بن الأزرق، فقال له ابن عباس: ألا تنشدنا شعرا من شعرك (¬2)؟
فأنشده هذه القصيدة حتى أتمها، وهي ثمانون بيتا. فقال له ابن الأزرق: لله أنت يا ابن عباس! أتضرب إليك أكباد الابل، نسألك عن الدّين، ويأتيك غلام من قريش، فينشدك سفها فتسمعه؟ فقال: تالله ما سمعت سفها. فقال: أما أنشدك:
رأت رجلا أمّا إذا الشّمس عارضت … فيخزى وأمّا بالعشيّ فيخسر
فقال: ما هكذا قال، إنما قال:
فيضحى وأمّا بالعشيّ فيخصر
¬__________
(¬1) الكامل 966، والديوان 192
(¬2) في الكامل: (شيئا من شعرك).

الصفحة 175