كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

أفتى؟ قالوا: عمر بن أبي ربيعة، وقالوا: جميل، وأكثروا القول، فقال: أفتاهم النمر بن تولب حيث يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت … فيا حزنا من ذا يهيم بها بعدي؟
وأخرج عن حماد بن ربيعة قال: أظرف الناس النمر بن تولب حيث يقول:
أهيم بدعد ما حييت فإن أمت … أوكل بدعد من يهيم بها بعدي
وأخرج عن أبى عمرو قال (¬1): أدرك النمر بن تولب النبي صلّى الله عليه وسلّم وحسن إسلامه، وعمّر (فطال عمره) (¬2)، وكان جوادا واسع القرى، كثير الأضياف، وهّابا لماله، فلما كبر خرف، فكان، هجّيراه: أصبحوا الركب، أعينوا الركب، أقروا وانحروا للضيف، أعطوا السائل، تحمّلوا لهذا في حمالته كذا وكذا - لعادته بذلك - فلم يهذي بهذا وشبهه مدّة حتى مات. وخرفت امرأة من حيّ كرام،
¬__________
- فقال من حضر: والله لأنت أجود الثلاثة قولا، وأحسنهم بالشعر علما يا أمير المؤمنين. وأخبرني محمد بن أبي الازهري قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال: لم نجد الرواة ومن يفهموا جواهر الكلام لبيت نصيب هذا مذهبا حسنا. قال: وقد ذكر عبد الملك ذلك لجلسائه فكل عابه، فقال عبد الملك: فلو كان إليكم كيف كنتم قائلين؟
فقال رجل منهم: كنت أقول البيت الأوسط الذي آخره:
فواحزنا من ذا يهيم بها بعدي
فقال عبد الملك: ما قلت والله أسوأ مما قال. فقيل له: فكيف كنت قائلا يا أمير المؤمنين؟ وذكر باقيه الى آخره. وبهذا تعلموا بطلان ما قاله السيوطي ومن روى عنه، وأن البيت لنصيب لا للنمر بن تولب والله أعلم اه. محمد محمود الشنقيطي.
والخبر الذي ذكره العلامة الشنقيطي منقول عن الموشح ص 189 - 190، والبيت لنصيب مذكور في الموشح مع خبر آخر ص 159 - 160. وهو في الصناعتين 113، والعقد الفريد 2/ 362 والشعراء 373، والكامل 156 و 503 والعمدة 2/ 118، وفي الشعراء 269 نسب البيت الى النمر بن تولب وقال: (والناس يروون البيت لنصيب) وكذا في الاغاني 19/ 160 وقال: (والناس يروون هذا البيت لنصيب، وهو خطأ). وانظر الاغاني 22/ 292 و 294 (الثقافة).
(¬1) انظر الاغاني 22/ 295 (الثقافة).
(¬2) مزيدة.

الصفحة 183