كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

قالوا: وكانت العرب لا تعدّ الشاعر فحلا، حتى يأتي ببعض الحكمة في شعره فلم يعدّوا امرأ القيس فحلا حتى قال (¬1):
والله أنجح ما طلبت به … والبرّ خير حقيبة الرّجل
وكانوا لا يعدّون النابغة فحلا حتى قال (¬2):
نبّئت أنّ أبا قابوس أوعدني … ولا قرار على زأر من الأسد
وكانوا لا يعدّون زهيرا فحلا حتى قال (¬3):
ومهما تكن عند امرئ من خليقة … ولو خالها تخفى على النّاس تعلم
وكانوا لا يعدّون الأعشى فحلا حتى قال:
قلّدتك الشّعر يا سلامة ذا … فايش، والشّيء حيث ما جعلا
وقال أبو عبيد (¬4): الأعشى هو رابع الشعراء المتقدمين، امرئ القيس والنابغة وزهير. قال: وكان الاعشى يقدم على طرفة لأنه أكثر عدد طوال جياد، وأوصف للخمر والحمر، وأمدح وأهجى، وأكثر أعاريض. وطرفة يوضع مع أصحابه، وهم أصحاب الوحدات، فمنهم: الحارث بن حلّزة، وعمرو بن كلثوم التغلبي، وسويد بن أبي كاهل اليشكري، قال: وإنما فضل الأعشى على هؤلاء لأنه سلك أساليب لم
¬__________
(¬1) ديوانه 238 (المعارف) والعقد الثمين 94، والشعراء 61 وشعراء الجاهلية 57 والموشح 33. وهذا البيت من أصدق وأشرف ما قاله العرب.
(¬2) من قصيدته: (يا دارمية ...) وقد سبقت ص 71 - 75، والبيت مع غيره في الشعراء 119.
(¬3) ديوانه 32 (وان خالها ...) والكامل 698
(¬4) انظر الشعراء 219

الصفحة 242