فيا ربّ يوم قد لهوت وليلة … بآنسة كأنّها خطّ تمثال
يضيء الفراش وجهها لضجيعها … كمصباح زيت في قناديل ذبّال
الى أن قال:
تنوّرتها من أذرعات وأهلها … بيثرب أدنى دارها نظر عال
نظرت إليها والنّجوم كأنّها … مصابيح رهبان تشبّ لقفّال
سموت إليها بعد ما نام أهلها … سموّ حباب الماء حالا على حال
فقالت: سباك الله إنّك فاضحي … ألست ترى السّمّار والنّاس أحوالي!
فقلت: يمين الله أبرح قاعدا … ولو قطّعوا رأسي لديك وأوصالي
فلمّا تنازعنا الحديث وأسمحت … هصرت بغصن ذي شماريخ ميّال
فصرنا إلى الحسنى ورقّ كلامنا … ورضت فذلّت صعبة أيّ إذلال
حلفت لها بالله حلفة فاجر … لناموا فما إن من حديث ولا صال
وأصبحت معشوقا وأصبح زوجها … عليه القتام كاسف الظّنّ والبال
يغطّ غطيط البكر شدّ خناقه … ليقتلني والمرء ليس بقتّال
أيقتلني والمشرفيّ مضاجعي … ومسنونة زرق كأنياب أغوال
وليس بذي سيف فيقتلني به … وليس بذي رمح وليس بنبّال
ومنها:
كأنّي بفتخاء الجناحين لقوة … على عجل منها أطأطئ شيّمالي