كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

كتيس الظّباء الأعفر انضرجت له … عقاب تدلّت من شماريخ ثهلان
وخرق كجوف العير قفر مضلّة … قطعت بسام ساهم الوجه حسّان
يدافع أعطاف المطايا بركنه … كما مال غصن ناعم بين أغصان
ومجر كغلّان الأنيعم بالغ … ديار العدوّ ذي زهاء وأركان
مطوت بهم حتّى تكلّ غزاتهم … وحتّى الجياد ما يقدن بأرسان
وحتّى ترى الجون الّذي كان بادنا … عليه عواف من نسور وعقبان
ثياب بني عوف طهارى نقيّة … وأوجههم عند الشّدائد غرّان (¬1)
هم بلغوا الحيّ المضلل أهلهم … وساروا بهم بين العراق ونجران
فلقد أصبحوا والله أصفاهم به … أبرّ لأيمان وأوفى لجيران
قوله: قفا، خطاب لاثنين، والمراد واحد، ومن عادتهم أنهم يخاطب الواحد بصيغة الاثنين، كما في قوله تعالى (أَلْقِيا
فِي جَهَنَّمَ)
ويراد به التكرير كأنه قال: قف قف، وألق آلق. ويقال: الألف فيه ليست للتثنية، وإنما هي مبدلة من نون التوكيد، وأصله قفن. وعرفان: أي معرفة. ورسم: أثر. وعفت: درس. وآياته: علاماته.
وحجج: سنون. وزبور: كتاب. والجميع: المجتمع. وعقابيل: بقايا، ولا واحد لها من لفظها. واشجان: أحزان. وسحت: جرت. وشعيب: بوزن عظيم، الرواية. وسح: صب. وتهتان: سيلان. وجابر: رجل (¬2). وحرج: نعش.
¬__________
(¬1) قوله: ثياب بني عوف، والبيتان بعده، لسن من هذه القصيدة في شيء، وانما هما من قصيدة أخرى له.
قلت: وليست الابيات الثلاثة في ديوانه.
(¬2) قوله: (فأما تريني في رحالة جابر، الرحالة هنا: خشبات كان يحمل عليها امرؤ القيس وكان مريضا، وهي الحرج. وجابر هذا من بني تغلب، وكان هو وعمرو بن قميئة يحملانه.

الصفحة 375