كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

بيض الوجوه كريمة أحسابهم … شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل
إنّ الّتي ناولتني فرددتها … قتلت قتلت فهاتها لم تقتل
كلتاهما حلب العصير فعاطني … بزجاجة أرخاهما للمفصل
نسبي أصيل في الكرام ومذودي … تكوي مواسمه جنوب المصطلي
أخرج ابن عساكر عن هشام بن الكلبي قال: قال حسان بن ثابت: خرجت أريد عمرو بن الحارث بن أبي شمر الغساني، فلما كنت في بعض الطريق وقفت على السعلاة صاحبة النابغة، وأخت المعلاة صاحبة علقمة بن عبدة (¬1) واني مقترحة عليك بيتا، فإن أنت أجزته شفعت لك إلى أختى، وان لم تجزه قتلتك. فقتلت: هات.
فقالت:
إذا ما ترعرع فينا الغلام … فما أن يقال له من هوه
قال: فتبعتها من ساعتي، فقلت:
فإن لم يسد قبل شدّ الإزار … فذلك فينا الّذي لا هوه
ولي صاحب من بني الشّيصبان … فحينا أقول وحينا هوه
فقالت: أولى لك، نجوت، فاسمع مقالتي واحفظها عليك بمدارسة الشعر، فإنه أشرف الآداب وأكرمها وأنورها، به يسخو الرجل، وبه يتظرف، وبه يجالس الملوك، وبه يخدم، وبتركه يتضع. ثم قالت: إنّك إذا وردت على الملك وجدت عنده النابغة، وسأصرف عنك معرّته، وعلقمة بن عبدة، وسأكلم المعلاة حتى تردّ عنك سورته. قال حسان: فقدمت على عمرو بن الحارث فاعتاص عليّ الوصول إليه فقلت للحاجب، بعد مدة: إن أنت أذنت لي عليه، والا هجوت اليمن كلها. ثم
¬__________
(¬1) كذا بالاصل، ولعل صحة الجملة: (فقالت: وإني ...)

الصفحة 379