كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

قال ابن يسعون: هو لمزاحم بن عمرو العقيلي. وقال البطليوسي والتدمري:
هو مزاحم بن الحارث. قال ابن سيدة: هو جاهلي. وقال أبو حاتم وأبو الفرج الأصبهاني: هو إسلامي. قال ابن يسعون: وأظنه أدرك الجاهلية والاسلام. وذكره الجمحي في الطبقة العاشرة من الشعراء الاسلاميين (¬1) وتمامه:
تصلّ وعن قيض ببيداء مجهل
وقبله:
قطعت بشوشاة كأنّ قتودها … على خاضب يعلو الأماعز هيكل
أذلك أم كدرية ظلّ فرخها … لقى بشرورى كاليتيم المعيّل
وبعده:
غدوا طوى يومين عند انطلاقها … كميلين من سير القطا غير مؤتل
الشوشاة: بمعجمتين، الناقة الخفيفة. والقتود، بضم القاف والفوقية، آخره دال مهملة، أداة الرحل وعيدانه، الواحد قتد. والخاضب: بمعجمتين وموحدة هنا، ولد النعامة، وهو الذي أكل الربيع فاحمرّ ظنبوباه وأطراف ريشه. والظنبوب:
مقدم عظم الساق. وقيل: الخاضب الذي قد خضب قوائمه في الربيع. والأماعز:
جمع أمعز، وهي الأرض الغليظة ذات الحجارة. والهيكل: الضخم. ويروى بدله (مجفل) أي سريع الذهاب، وذلك إشارة الى الخاضب. وهو مبتدأ خبره محذوف لدلالة الحال. والمعنى: أذلك الخاضب يشبه ناقتي في خفتها وسرعتها أم كدرية.
والكدرية: القطاة التي في لونها كدرة. والقطا نوعان: كدري وجوني، فالكدري:
أغبر اللون. والجوني: أسود اللون. واللقي: بالفتح، الشيء المطروح لهوانه.
وشروري: موضع، وقيل جبل (¬2). والمعيل: مفعل، من قولك: عالني الشيء يعيلني،
¬__________
(¬1) الطبقات 583
(¬2) في البكري 794: (شرورى: جبل بين العمق والمعدن، في طريق مكة الى الكوفة، وهي بين بني أسد وبني عامر).

الصفحة 426