كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

هذا من قصيدة لجرير يمدح بها عبد الملك بن مروان. قال أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في أماليه: حدثنا أبي
ثنا أبو محمد عبد الله بن رستم قال: قال يعقوب بن السكيت: حدثني عمارة بن عقيل عن بعض أشياخهم عن جرير الخطفي قال: أوفدني الحجاج إلى عبد الملك بن مروان عاشر عشرة، فدخلت عليه وعنده الأخطل فأنشدته:
أتصحو أم فؤادك غير صاح … عشيّة همّ صحبك بالرّواح
فقال: لا بل فؤادك! ثم مريت في القصيدة الى قولي:
تعزّت أمّ حزرة ثمّ قالت: … رأيت الموردين ذوي لقاح
فقال: لا أروى الله عيمتها (¬1). وبعد هذا البيت:
تعلّل وهي ساغبة بنيها … بأنفاس من الشّبم القراح
سأمتاح البحور فجنّبيني … أذاة اللّوم وانتظري امتياحي
ثقي بالله ليس له شريك … ومن عند الخليفة بالنّجاح
أغثني، يا فداك أبي وأمّي، … بسيب منك إنك ذو ارتياح
فإنّي قد رأيت عليّ حقّا … زيارتي الخليفة وامتداحي
سأشكر أن رددت عليّ ريشي … وأنبتّ القوادم في جناحي
ألستم خير من ركب المطايا … وأندى العالمين بطون راح
فقال عبد الملك: نحن كذلك!!.
وقوم قد سموت لهم فدانوا … بدهم في ململمة رداح
¬__________
(¬1) العيمة: شدة العطش.

الصفحة 43