كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

كأنّ دثارا حلّقت بلبونه … عقاب تنوفى لا عقاب القواعل
تلعّب باعث بذمّة خالد … وأودى عصام في الخطوب الأوائل
وأعجبني مشي الحزقّة خالد … كمشي أتان حلّئت بالمناهل
أبت أجأ أن تسلم العام جارها … فمن شاء فلينهض لها من مقاتل
تبيت لبوني بالقريّة أمّنا … وأسرحها غبّا بأكناف حائل
بنو ثعل جيرانها وحماتها … وتمنع من رماة سعد ونائل
تلاعب أولاد الوعول رباعها … دوين السّماء في رؤوس المجادل
مظلّلة حمراء ذات أسرّة … لها حبك كأنّها من وصائل
قوله: نهبا: ما يغار عليه. وحجراته: بفتح الحاء والجيم، نواحيه. والرواحل:
الابل. ودثار بن فقعس بن طريف من بني أسد، راعي امرئ القيس. وحلقت:
من التحليق. واللبون: الابل ذات اللبن. والعقاب: الطائر المعروف. وتنوفي:
بفتح المثناة الفوقية وضم النون وفاء، جبل عال. والقواعل: جبال صغار. وفي أمالي ثعلب (¬1): القوعلة والقيعلة: الأكمة، والجمع قواعل. وأنشد البيت. قال ابن الكلبي: أخبث العقبان ما أرى في الجبال المشرفة. وهذا مثل، أراد كأن دثارا ذهبت بلبونه ذاهبة، أي آفة. وأراد: أنه أغير عليه من قبل تنوفى. والبيت استشهد به المصنف في التوضيح على جواز العطف (بلا) على معمول الفعل الماضي، خلافا لمن منعه. وباعث، وخالد، وعصام: رجال. والخطوب: الأمور. والحزقّة: بضم الحاء المهملة وتشديد القاف، القصير. وإتان: حمارة. وحلئت: طردت عن الماء.
وأجأ: جبل. والقرية: موضع. أمّنا: آمنة. وغبّا: أحيانا. وأكناف: نواحي.
وحائل: موضع. وسعد ونائل: قبيلتان. والوعول: غنم الجبال. ورباعها:
أولادها التي ولدت في الربيع، الواحد ربع. والمجادل: الجبال العالية. ومظللة:
مغطاة (¬2). وأسرّة: طرائق، وكذا حبك. ووصائل: ثياب حمر مخططة.
¬__________
(¬1) ص 465 - 466.
(¬2) في الديوان: (مكللة).

الصفحة 441