كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

هذا من قصيدة لهدبة بن خشرم بن كرز بن حجير بن أسحم بن عامر العذري، قالها وهو مسجون بسبب القتيل الذي قتله، وقد تقدّمت قصته في شواهد إذا، أوّلها:
طربت وأنت أحيانا طروب … وكيف وقد تغشّاك المشيب
يجدّ النّأي ذكرك في فؤادي … إذا ذهلت عن النّائي القلوب
يؤرّقني اكتئاب أبي نمير … فقلبي من كآبته كئيب
عسى الكرب الّذي أمسيت فيه … يكون وراءه فرج قريب
فقلت له: هداك الله مهلا … وخير القول ذو اللّبّ المصيب
فيأمن خائف ويفكّ عان … ويأتي أهله الرّجل الغريب
الكرب: أشد من الغم. وأمسيت: دخلت في المساء. ويروى بضم التاء وفتحها، و (فيه) متعلق به في موضع نصب على الظرف. قال ابن يسعون: ويجوز ان يكون أمسيت بمعنى صرت، و (فيه) في موضع نصب على الخبر متعلقا بمحذوف، ويكون خبر عسى وهي تامّة لاخبر لها. ووراءه: ظرف متعلق بها، أي خلفه وأمامه، ويجد النأي: أي يحقق ويجدّد. والنأي: البعد. ويؤرّقني: يسهرني. والاكتئاب:
الحزن. وأبو نمير: صديق له زاره في السجن. واللب: العقل. والعاني: الأسير.
وآخر أبيات هذه القصيدة:
وإن يك صدر هذا اليوم ولّى … فإنّ غدا لناظره قريب
238 - وأنشد:
أكثرت في العذل ملحّا دائما … لا تكثرن إنّي عسيت صائما
(1) الخزانة 4/ 77، وابن عقيل 1/ 131، ويروى:
(أكثرت في اللوم ...).

الصفحة 444