كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

لا يعرف له قائل. كما قاله عبد الواحد الطراح في كتابه بغية الامل، وتبعه أبو حيان والمصنف. وقال العيني: وقيل إن قائله رؤبة. ويروى: (لا تلحني) بدل (لا تكثرن) وهو بفتح الحاء، يقال لحيته ألحاه لحيا، إذا لمته. والعذل: بالذال المعجمة، الملامة. وملحا: اسم فاعل من ألح يلح إلحاحا، وهو نصب على الحال.
239 - وأنشد:
عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه … ستطفئ غلّات الكلى والجوانح (¬1)
قائله قسام بن رواحة السّنبسيّ من شعراء الحماسة (¬2) وقبله:
لبئس نصيب القوم من أخويهم … طراد الحواشي واستراق النّواضح
وما زال من قتلى رزاح بعالج … دم ناقع أو جاسد غير ماصح
دعا الطّير حتّى أقبلت من ضريّة … دواعي دم مهراقة غير بارح
عسى طيّئ من طيّئ بعد هذه … ستطفئ غلّات الكلى والجوانح
قال المرزوقي: يريد بأخويهم صاحبيهم. والعرب تقول: يا أخا بكر، يريد واحدا منهم. والحواشي: صغار الابل ورذالها. والنواضح: التي يستقى عليها الماء.
واحدتها ناضحة، وسميت بذلك لأنها تنضح الزرع والنخل. يقول: مذموم في انصباء القوم من صاحبيهم طرد الابل وسوقها وسرقة البعران التي يستقى عليها.
وإنما جعل الطرائد حواشي الابل ونواضحها ازراء بهما، والقصد بالبيت التعريض بمن وجب عليه أن يطلب دم صاحبيه، فاقتصر على الاغارة عليهم وسرقة الابل منهم.
وفيه جر وبعث على طلب الدم. وقتلى: جمع قتيل. ورزاح: براء ثم زاي وحاء
¬__________
(¬1) الخزانة 4/ 87، وشرح الحماسة للتبريزي 3/ 12 والمؤتلف والمختلف 127.
(¬2) اختلف في اسمه، فقيل قسام، وقسامة، وقسّام بتشديد السين المهملة، وانظر الحماسة 3/ 12 ومعجم الشعراء 225 والمؤتلف والمختلف 127 واللسان (قسام). والخزانة

الصفحة 445