كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

استشهد النحاة بقوله: (قفا) على خطاب الواحد بصيغة الاثنين، كما في قوله تعالى (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) وبقوله (نبك) على جزم المضارع لوقوعه في جواب الأمر. والجنوب:
ريح تأتي من قبل اليمن وتسمى الأرنب، وإذا أتت من الشام فهي شمأل، وهي مقابلة الجنوب. والتي تأتي من تلقاء الفجر، تلقاء القبلة الصّبا وتسمى القبول. والتي تجيء من دبر الكعبة الدّبور. قال المبرد في الكامل (¬1): يقال جنبت الرّيح جنوبا، وشملت شمولا، ودبرت دبورا، وصبت صبوا، وسمت سموا، وحرّت حرورا، مضمومات الأول، فإذا أردت الأسماء فتحت أولها، فقلت: جنوب وسموم ودبور وحرور. ولم يأت من المصادر مفتوح الأوّل إلا اليسير كوضوء وطهور وولوع وقبول. وفي الشّمال ست لغات: شمال وشمأل وشمل وشمل وشاملّ، بلا
همز، وشأمل بالهمز. وقد أورد المصنف قوله:
لما نسجتها من جنوب وشمأل
في مهما مستشهدا به على أن (من) تفسير.
256 - وأنشد:
يا أحسن النّاس ما قرنا إلى قدم
قال الأنباري في كتاب الوقف والابتداء: أنشده الفراء. وتمامه:
ولا حبال محبّ واصل تصل
قال الفرّاء: أراد ما بين قرن الى قدم. والقرن: الخصلة من الشعر.
257 - وأنشد:
وأنت الّتي حبّبت شغبا إلى بدا … إليّ وأوطاني بلاد سواهما (¬2)
¬__________
(¬1) ص 777 وانظر ص 772
(¬2) الحماسة بشرح التبريزي 3/ 249 - 250 لكثير، وهي في ديوانه 1/ 84 - 85، وديوان جميل 197، وفي البكري 230 (بدا) لكثير.

الصفحة 464