كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

بكرك الذي نحرت، فلك بكران. وكان زهير كثير المال، وكان كعب مجدودا فقال كعب (¬1):
ألا بكرت عرسي بليل تلومني … وأقرب بأحلام النّساء إلى الرّدى!
وذكر فيها زيدا، فقال زهير: هجوت رجلا غير مفحم وإنه لخليق أن يظهر عليك، فأجابه زيد فقال (¬2):
أفي كلّ عام مأتم تبعثونه … على محمر عود أثيب وما رضى
تجدّون خمشا بعد خمش كأنّما … على فجع من خير قومكم نعى
تحضّض جبّارا عليّ ورهطه … وما صرمتي منكم لأوّل من سعى
ترعّي بأذناب الشّعاب ودونها … رجال يصدّون الظّلوم عن الهوى
ويركب يوم الرّوع فيها فوارس … بصيرون في طعن الأباهر والكلى
تقول: أرى زيدا وقد كان معدما … أراه لعمري قد تموّل واقتنى
وذاك عطاء الله من كلّ عادة … يشمّره يوما إذا قلّص الخطا
فلولا زهيرا أن أكدّر نعمة … لقاذعت كعبا ما بقيت وما بقا
270 - وأنشد:
ألاعم صباحا أيّها الطّلل البالي … وهل يعمن من كان في العصر الخالي
¬__________
(¬1) ديوانه 127 وفيه: (ألا بكرت عرسي توائم من طي)، وفي ذيل اللآلي:
(وأكثر أحلام النساء ..).
(¬2) انظر الشعراء 245 - 246.

الصفحة 485