كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

غير أني أرى الحمّة ستظفر منه بعثرة، بطيئة الجبره، فأغر ولا تنكع. فأغار عمرو فاستاق كل شيء له، فأتى حريم بعد ذلك يطلب الى عمرو أن يردّ عليه بعض ما أخذ منه فامتنع ورجع حريم، وقال عمرو هذه القصيدة (¬1):
تقول سليمى لا تعرّض لتلفة … وليلك عن ليل الصّعاليك نائم
وكيف ينام اللّيل من جلّ همّه … حسام كلون الملح أبيض صارم
ومنها:
كذبتم وبيت الله لا تأخذونها … مراغمة ما دام للسّيف قائم
ومنها:
وكنت إذا قوم غزوني غزوتهم … فهل أنا في ذا يال همدان ظالم
إذا جرّ مولانا علينا جريرة … صبرنا لها إنّا كرام دعائم
وننصر مولانا ونعلم أنّه … كما النّاس مجروم عليه وجارم
وهو آخرها. قال القالي: الخفو: اللمعان الضعيف. والوميض: أشد من الخفو. والأحريض: حجارة النّورة. والحيز: الناحية. ومزيز: فاضل.
والحمّة: القدر. وتنكع: تردع. وقوله: (يال همدان) حذفت الهمزة تخفيفا. ومجروم عليه من الجرم: وهو الذنب. والواو في (وجارم) بمعنى: (أو) والبيت استشهد به على دخول ما الكاف. قال الآمدي (¬2): هذا الشاعر، عمرو بن منبّه بن شهر بن نهم بن ربيعة بن مالك، وبرّاقة أمه، شاعر شجاع فاتك.
284 - وأنشد:
وأعلم أنّني وأبا حميد … كما النّشوان والرّجل الحليم
¬__________
(¬1) الاغاني 21/ 113، والعيني 3/ 332
(¬2) المؤتلف 66

الصفحة 501