كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

أتيح لك الظّعائن من مراد … وما خطب أتاح لنا مرادا
إليك رحلت يا عمر بن ليلى … على ثقة أزورك واعتمادا
تعوّد صالح الأخلاق إنّي … رأيت المرء يلزم ما استعادا
أقول وقد أتين على قرورى … وآل البيد يطّرد اطّرادا
عليكم ذا النّدى عمر بن ليلى … جوادا سابقا بذّ الجيادا
إلى الفاروق ينتسب ابن ليلى … ومروان الذي رفع العمادا
ومن عبد العزيز لقيت بحرا … إذا نقص البحور المدّ زادا
فسدت النّاس قبل سنين عشر … كذاك أبوك قبل العشر سادا
وثبت الفروع فهنّ خضر … ولو لم يجي أصلهم لبادا
تزوّد مثل زاد أبيك فينا … فنعم الزّاد زاد أبيك زادا
فما كعب بن مامة وابن سعدى … بأكرم منك يا عمر الجوادا
هنيئا للمدينة إذ أهلّت … بأهل الملك أبدا ثم عادا
يعود الحلم منك على قريش … وتفرج عنهم الكرب الشّدادا
وقد ليّنت وحشهم برفق … وتعيي النّاس وحشك أن تصادا
وتبني المجد يا عمر بن ليلى … وتكفي الممحل السّنة الجمادا
وتدعو الله مجتهدا ليرضى … وتذكّر في رعيّتك المعادا
ونعم أخو الحروب إذا تردّى … على الزّعف المضاعفة النّجادا
وأنت ابن الخضارم من قريش … هم نصروا النّبوّة والجهادا

الصفحة 57