كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

ابن عامر بن عويمر بن مخلد بن سبيع بن جعشمة بن سعد بن مليح، بضم الميم، ابن عمرو ابن عامر بن لحى بن قمعة بن الياس بن مضر، أبو صخر الخزاعي الحجازى، أحد الشعراء المشهورين يعرف بابن أبي جمعة، وهو جدّه أبو أمه.
وفد على عبد الملك بن مروان، وعمر بن عبد العزيز. روى عنه حماد الرواية.
وكان رافضيا. قال الزبير بن بكار: قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صالح بني هاشم وفاسدهم بحب كثير، من أحبه منهم فهو فاسد، ومن أبغضه منهم فهو صالح، لأنه كان خشبيا يرى الرجعة. قال الزبير: وكان يقول بتناسخ الأرواح.
وقال يونس النحوي: كان ابن أبي إسحق يقول: كثير أشعر أهل الاسلام، وكانت له منزلة عند قريش وقدر. وقال طلحة بن عبد الله بن عوف: لقي الفرزدق كثيرا وأنا معه، فقال: أنت يا أبا صخر أنسب العرب حيث تقول (¬1):
أريد لأنسى ذكرها فكأنّما … تمثّل لي ليلى بكلّ سبيل
فقال له كثير: وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول (¬2):
ترى النّاس ما سرنا يسيرون خلفنا … وإن نحن أومأنا إلى النّاس وقّفوا
قال: وهذان البيتان لجميل، سرق أحدهما كثير والآخر الفرزدق (¬3) فقال له الفرزدق: يا أبا صخر، هل كانت أمك ترد البصرة؟ قال: لا، ولكن كان أبي يردها.
قال طلحة: فعجبت من كثير ومن جوابه، وما رأيت أحدا قط أحمق منه، رأيتني وقد دخلت عليه ومعي جماعة من قريش، وكان عليلا، فقلنا: كيف تجدك؟ قال بخير، سمعتم الناس يقولون شيئا! وكان يتشيع، فقلنا: نعم، يقولون إنك الدجال.
قال: والله لئن قلت ذاك إني لأجد ضعفا في عيني هذه منذ أيام. أخرجه ابن عساكر.
وقال الجمحي (¬4): كان لكثير في النسيب نصيب وافر، وجميل مقدّم عليه في
¬__________
(¬1) الامالي 2/ 62 - 56 وطبقات ابن سلام 462، والموشح 147 والاغاني 4/ 58.
(¬2) ديوانه 567.
(¬3) انظر الاغاني 7/ 85 والموشح 109، وذيل اللآلي 56
(¬4) الطبقات 461

الصفحة 65