كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

وعود النّبع نبت مستمر … وليس يطول والقصباء خور
فاعتذر اليه عبد الملك ورفع مجلسه. الطرير ذو الرواء والمنظر (¬1). الهراوي:
العصا. والجرير: الحبل. والنبع: من كريم الشجر تتخذ منه القسيّ. والقصباء:
القصب. والخور بضم الخاء المعجمة، جمع خوار وخوارة من الخور، وهو الضعف.
وقيل لكثير: ما بقي من شعرك؟ قال: ماتت عزة فما أطرب، وذهب الشباب فما أعجب، ومات ابن ليلى فما أرغب، وإنما الشعر بهذه الخلال. أخرجه ابن عساكر وقال: ابن ليلى، عبد العزيز بن مروان. قال الدارقطني وغيره: مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد، فقال الناس: مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس، وذلك سنة خمس ومائة.
17 - وأنشد (¬2):
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي … بنو اللّقيطة من ذهل بن شيبانا
إذن لقام بنصري معشر خشن … عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا
هما لرجل من بلعنبر، اسمه قريط، بضم القاف وفتح الراء آخره طاء مهملة، هكذا ذكره البياري في شرحه (¬3) يعير قومه بتخاذلهم عن نصره، وقد أغارت عليه بنو شيبان واستاقت إبله. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: أغار ناس من بني شيبان على رجل من بلعنبر يقال له قريط بن أنيف، فأخذوا له ثلاثين بعيرا فاستنجد قومه فلم ينجدوه، فأتى مازن تميم فركب معه نفر فاطردوا لبني شيبان مائة بعير ودفعوها إليه، فقال الأبيات وبعدها:
قوم إذا الشّرّ أبدى ناجذيه لهم … طاروا إليه زرافات ووحدانا
¬__________
(¬1) الطرير: الشاب الناعم ذو الكدنة.
(¬2) الخزانة 3/ 332 و 3/ 569، والحماسة بشرح التبريزي 1/ 8 - 18.
(¬3) هو قريط بن انيف من شعراء بلعنبر كما في الحماسة. وانظر المبهج لابن جنى ص 14 وحاشية الامير ص 20.

الصفحة 68