كتاب شرح شواهد المغني (اسم الجزء: 1)

إذا ما الدّهر جرّ على أناس … كلاكله أناخ بآخرينا
فقل للشّامتين بنا: أفيقوا … سيلقى الشّامتون كما لقينا
وبعده:
كذاك الدّهر دولته سجال … تكرّ صروفه حينا فحينا
ومن يغرر بريب الدّهر يوما … يجد ريب الزّمان له خؤونا
هكذا في الحماسة البصرية. ثم رأيت في ديوان فروة ما نصه: جمعت همدان لمراد جمعا كثيرا وساروا إليهم فالتقوا بالأحرمين، فظفروا بمراد وأصابوا منهم، فقال في ذلك فروة، وتروى لعمرو بن قعاس (¬1):
إن نهزم فهزّامون قدما … وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن … منايانا ودولة آخرينا
كذاك الدّهر دولته سجال … تكرّ صروفه حينا فحينا
فبيناه يسرّ به ويرضى … ولو مكثت غضارته سنينا
إذا انقلبت به كرّات دهر … فألفى بعد غبطته منونا
ومن يغبط بريب الدّهر يوما … يجد ريب الزّمان له خؤونا
فأفنى ذلكم سروات قومي … كما أفنى القرون الأوّلينا
فلو خلد الملوك إذن خلدنا … ولو بقي الكرام إذن بقينا
¬__________
(¬1) ترجم له المرزباني 59

الصفحة 82