وبقوله (¬1) تعالى: {عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ} (¬2) . أي: غير مقطوع. فمن قال: إنه (¬3) ينقطع، فقد كفر (¬4) .
"وهذا قاله جهم، لأصله الذي اعتقده، وهو: امتناع وجود ما يتناهى من الحوادث كما بسط الكلام عليها في غير هذا الموضع (¬5) - وهو عمدة أهل الكلام الذين (¬6) استدلوا على حدوث الأجسام وحدوث ما لم يخل من الحوادث بها (¬7) ، وجعلوا ذلك عمدتهم في حدوث العالم، فرأى الجهم: أن ما يمنع من وجود ما لا يتناهى بمنعه (¬8) في (¬9) المستقبل، كما يمنعه في الماضي، فيلزم (¬10) أن يكون الفعل الدائم ممتنعا على الرب في المستقبل كما كان ممتنعا عليه في الماضي وأبو الهذيل العلاف "2/أ" شيخ المعتزلة وافقه على هذا الأصل، لكن قال: هذا إنما يقتضي
¬__________
(¬1) فوقه بالأصل بخط صغير "قال" ولعل ذلك من النسخة الأخرى السابق الإشارة إليها.
(¬2) سورة هود، الآية: 108.
(¬3) مقابل هذا بهامش الأصل ما نصه: "إنها تغني فقد كفر" مع الإشارة لكونه هكذا في نسخة أخرى، بوضع حرف "خ" فوقه.
(¬4) في رواية البخاري زيادة بعد هذا قال - يعني خارجة بن مصعب - أبلغوا أنهم كفار، وأن نساءهم طوالق.
(¬5) انظر "منهاج السنة النبوية" لشيخ الإسلام ابن تيمية 1/146-148، 310 تحقيق د. محمد رشاد سالم.
(¬6) "حادي الأرواح "التي.
(¬7) بالأصل "لها" وكتب فوقها "بها" مع وضع علامة التصحيح عليها.
(¬8) في الأصل "فمنعه" ومصححه - فوقها "يمنعه" مع وضع علامة التصحيح عليها، وكذا حرف "خ" للإشارة إلى أنها هكذا في نسخة أخرى.
(¬9) بعده في الأصل "الماضي" ومضروب عليها.
(¬10) مقابلة بالهامش"فلزم" وعليها علامة "صح" وحرف "خ" إشارة إلى كونها هكذا في نسخة أخرى.