كتاب حاشية مقدمة التفسير لابن قاسم

وأَشهدُ أنَّ محمداً عَبدُهُ ورَسولُهُ الصَّادقُ الأَمينُ (¬1) صَلَّى اللهُ عَليهِ وَعَلى آلِهِ وأَصحابِهِ والتَّابعينَ (¬2) وسلم تسليمًا كثيرًا (¬3) .
¬__________
(¬1) أي: وأجزم أن محمدا، وهو أشرف أسمائه - صلى الله عليه وسلم - اسم مفعول من حمد فهو محمد إذ كان كثير الخصال التي يحمد عليها فهو الذي يحمد أكثر مما يحمد غيره من البشر؛ عبده: أشرف اسم له أيضا فإنه لا أشرف ولا أتم للمؤمن، من وصفه بالعبودية لله تعالى ورسوله، أي: مرسله وسفيره بأداء شريعته الصادق فيما يبلغه عن الله تعالى، قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} الأمين، وعلى وحيه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يسمى الأمين قبل بعثته، وأيده الله بالآيات، والدلالات الواضحات القاطعات بصدقه.
(¬2) الصلاة من الله عليه - صلى الله عليه وسلم - هو الثناء والعناية به، وإظهار شرفه وفضله وعلى آله أهل بيته، وقيل أتباعه، وأصحابه: جمع صاحب، وهم: من اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤمنا ومات على ذلك والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
(¬3) سلم: من السلامة بمعنى التحية، أو الأمان أو السلامة من النقائص، طلب السلامة له من الله، أو اسم الله عليه، إذ كان اسم الله يذكر على الأعمال، توقعا لاجتماع معاني الخيرات فيه، وتسليما مصدر مؤكد، كثيرا: دائما أبدا، والصلاة والسلام عليه - صلى الله عليه وسلم - مستحبة كل وقت، وتتأكد عند ذكر اسمه - صلى الله عليه وسلم - وآله وأصحابه والتابعون لهم، تبع في ذلك.

الصفحة 9