كتاب رسالة الشرك ومظاهره

5 - وأخرج أبو داود عن ابن مسعود رضي الله عنه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ قال: «إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ، فَيَقُولُ: يَا هَذَا! اتَّقِ اللَّهَ، وَدَعْ مَا تَصْنَعُ؛ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ لَكَ. ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ وَهُوَ عَلَى حَالِهِ؛ فَلَا يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ، فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ؛ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ».
ثُمَّ قَالَ: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ... } إلى قوله: {فَاسِقُونَ} [المائدة: 78 - 81].
ثُمَّ قَالَ: «كَلَّا؛ وَاللَّهِ؛ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدِ الظَّالِمِ، وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا، وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا، أَوْ لَيَضْرِبَنَّ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِكُمْ بِبَعْضٍ، ثُمَّ لَيَلْعَنَنَّكُمْ كَمَا لَعَنَهُمْ» (¬27).
وهذا الحديث صريح في تنزيل ما نزل في اليهود على المسلمين.
¬__________
(¬27) ضعيف: أخرجه أبو داود (2/ 216)، والترمذي (8/ 412 - 414/ 5038 و 5039 و 5040) بنحوه، وكذا ابن ماجه (4006)، وأحمد (5/ 268/ 4713)، والطبراني (10/ 179 - 181/ 10364 - 10268)، وابن وضاح في " البدع والنهي عنها " (ص 89 و 90) وغيرهم من طرق عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً.
وهذا سند ضعيف؛ فـ " إنَّ أبا عبيدة بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من أبيه؛ فهو منقطع "، كما قال الحافظ المنذري في " مختصر السنن " (6/ 187).
وانظر: " تعليق العلّامة أحمد شاكر على " المسند "، و " الضعيفة " (1105)، و " ضعيف [الجامع الصغير " (1822)، و " سنن أبي داود " (932)، و " سنن الترمذي " (582 و 583)، و " سنن ابن ماجه " (867)]: خمستها لمحدّث العصر.

الصفحة 84