كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 4)

<237> شاتين والحديث مشهور في البخاري وغيره وكان فيمن حضر فتوح الشام ونزلها ثم سيرة عثمان إلى الكوفة وحديثه عند أهلها وقال شبيب بن غردقة رأيت في دار عروة بن الجعد ستين فرسا مربوطة عروة بن زيد الخيل الطائي تقدم ذكر أبيه وهو صحابي مشهور وقد شهد مع أبيه بعض الحروب في الجاهلية فالظاهر أنه احتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم قال المبرد في الكامل يروى عن حماد الرواية عن ليلى بنت عروة بن زيد الخيل قالت قلت لأبي أنشد قول أبيك بني عامر هل تعرفون إذا غدا أبا مكنف قد شد عقد الدوائر الأبيات هل شهدت هذه الغزاة مع أبيك قال نعم قلت بن كم كنت قال غلاما ورواها أبو الفرج من طريق حماد الرواية وزاد من وجه أنه عاش إلى خلافة علي وشهد معه صفين وأنشد المرزباني في شهوده القادسية في خلافة عمر شعرا يقول فيه برزت لأهل القادسية معلما وما كل من يغشى الكريهة يعلم وقال سيف في الفتوح عروة بن عامر القرشي وقيل الجهني مختلف في صحبته قال الباوردي له صحبة أخرج حديثه أحمد ووقع في روايته القرشي وابن شاهين ووقع في روايته الجهني وبذلك جزم العسكري وأخرجه أبو داود أيضا كلهم من طريق حبيب بن أبي ثابت عن عروة بن عامر قال ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحسنها الفأل ولا ترد مسلما الحديث رجاله ثقات دون المراسيل لكن حبيب كثير الإرسال وأخرج أبو داود له في السنن ما يشعر بأنه عنده صحابي وقد جزم أبو أحمد العسكري بأن رواية عروة هذه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلة وكذلك البيهقي في الدعاء وقال بن المبارك في الزهد أنبأنا سفيان بن حبيب بن ثابت عن عروة بن عامر قال تعرض عليه ذنوبه يوم القيامة فيمر بالذنب من ذنوبه فيقول أما إني كنت منك مشفقا فيغفر له ومثل هذا لا يقال بالرأي فيكون في حكم المرفوع واستدل أبو موسى على ذلك بقول أبي حاتم عروة بن عامر روى عن بن عباس وعبيدة بن رفاعة روى عنه حبيب بن أبي ثابت وليست دلالة ذلك بواضحة فلا يلزم من كونه يروى عن الصحابة بل التابعين ألا يكون صحابيا نعم قال بن أبي حاتم في المراسيل أخرج أبي حديث عروة بن عامر في الوحدان أي من الصحابة ثم بين علته فالله أعلم وبين البخاري أن الاختلاف في نسبه عن الأعمش عروة بن عبد العزي بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي ذكر فيمن هاجر إلى الحبشة ومات بها عروة بن مالك الأسلمي قال بن حبان له صحبة وتبعه المستغفري وأورده أبو موسى بذلك ولم يورد له شيئا قال محمد بن سعد والباوردي عروة الأسلمي شهد صفين مع علي كذلك عده عبيد الله بن أبي رافع في الصحابة الذين شهدوا صفين ويقال إنه الذي عناه علي بن أبي طالب بقوله جزى الله خيرا عصبة أسلمية حسان الوجوه صرعوا حول هاشم يزيد وعبد الله منهم ومعبد وعروة وابنا مالك في الأكارم §

الصفحة 237