كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 4)

<242> العين بعدها الصاد عصام المزني قال البخاري له صحبة وذكره بن سعد في طبقة أهل الخندق روى الترمذي عن بن أبي عمر عن بن عيينة عن عبد الملك بن نوفل عن عصام المزني عن أبيه وكانت له صحبة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشا قال إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا فلا تقتلوا أحدا هكذا أورده مختصرا وأخرجه سعيد بن منصور في السنن وأبو داود عنه وأخرجه النسائي في السير من السنن عن سعيد بن عبد الرحمن وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير من طريق أحمد بن حنبل وحامد بن يحيى البلخي ثلاثتهم عن سفيان بن عيينة بهذا السند مثله إلى قوله فلا تقتلوا أحدا وزاد فبعثنا النبي صلى الله عليه وسلم في سرية وأمرنا بذلك فخرجنا نسير بأرض تهامة فأدركنا رجلا يسوق ظعائن فعرضنا عليه الإسلام فقلنا أمسلم أنت قال وما الإسلام فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه قال فإن لم أفعل فما أنتم صانعون فقلنا نقتلك قال فهل أنتم منتظرون حتى أدرك الظعائن فقلنا نعم ونحن مدركوهم قال فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش فقالت أسلم عشرا وتسعا تتري ثم قالت أتذكر إذ طالبتكم فوجدتكم بحلية أو أدركتكم بالخوانق ألم يك حقا أن ينول عاشق تكلف إدلاج السري والودائق فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معا أثيبي بود قبل إحدى المضايق أثيبي بود قبل أن تشحط النوى وينأى الأمير بالحبيب المفارق ثم أتانا فقال شأنكم فقربناه فضرنا عنقه فنزلت الأخرى من هودجها فجثت عليه حتى ماتت عصام بن عامر الكلبي من بني فارس تقدم ذكره في ترجمة عبد بن عمرو بن جبلة بن وائلة وروى أبو سعيد النيسابوري في شرف المصطفى من طريق عمرو بن جبلة بن وائلة الكلبي قال كان لنا صنم يقال له عمرة وكان الذي تولى نسكه رجل من بني عامر بن عوف يقال له عصام قال عصام فسمعنا صوتا من جوف الصنم يقول يا عصام يا عصام جاء الإسلام وذهبت الأصنام ووصلت الأرحام قال ففزعنا لذلك فشخصت أنا وعصام حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه بما سمعنا فدعانا إلى الإسلام فأسلمنا عصمة بن أبير بموحدة مصغرا بن زيد بن عبد الله بن صريم بمهملة مصغرا بن وائل التيمي له وفادة ذكره بن عبد البر وقال إنه شهد قتال سجاح التي ادعت النبوة في زمن أبي بكر وكان على قومه يومئذ وهو الذي ستر عتبة بن أبي سفيان ويحيى بن الحكم وغيرهما من بني أمية لما فروا يوم الجمل حتى وصلوا إلى مأمنهم من الشام وقال سيف في الردة والفتوح أخبرنا محمد وطلحة قالا خرج عتبة وعبد الرحمن ويحيى يوم الجمل بعد الوقعة هرابا فلقوا عصمة بن أبير فأجارهم ووفى لهم حتى أوصلهم إلى الشام وفي ذلك يقول الشاعر وفي بن أبير والرماح شوارع لآل أبي العاصي وفاء مذكرا §

الصفحة 242