كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 4)

<40> رسولي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ثم شهدا صفين مع علي وقتلا بها وكان عبد الله على الرحال وروى بن إسحاق في كتاب الفردوس من طريق حصين عن يسار بن عوف قال لما قدم عبيد الله بن عمر الكوفة أتيته أنا وعبد الله بن بديل فقال له عبد الله بن بديل اتق الله يا عبيد الله لا تهرق دمك في هذه الفتنة قال وأنت فاتق الله قال إنما أطلب بدم أخي قتل ظلما فقال وأنا أطلب بدم الخليفة المظلوم قال فلقد رأيتهما قتيلين بصفين ما بينهما إلا عرض الصف وفي كتاب صفين لنصر بن مزاحم بسنده إلى زيد بن وهب إن عبد الله بن بديل قام بصفين فقال إن معاوية نازع الأمر أهله وصال عليكم بالأحزاب والأعراب وأنتم والله على الحق فقاتلوا ومن طريق الشعبي قال كان على عبد الله بن بديل بصفين درعان ومعه سيفان فكان يضرب أهل الشام وهو يقول لم يبق إلا الصبر والتوكل ثم التمشي في الرعيل الأول مشي الجمال في حياض المنهل والله يقضي ما يشاء ويفعل وقال عبد الرزاق عن معمر عن الزهري ثارت الفتنة ودهاة الناس خمسة فمن قريش معاوية وعمرو ومن ثقيف المغيرة ومن الأنصار قيس بن سعد ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء وهكذا أخرجه البخاري في التاريخ في ترجمة المغيرة بن شعبة فقال حدثنا إبراهيم بن موسى حدثنا هشيم بن يوسف عن معمر بهذا وأغرب أبو نعيم فقال إنه كان في زمن عمر صبيا صغير السن وإنه قتل وهو بن أربع وعشرين سنة وذكره بن حبان في ثقات التابعين وقال قتل يوم صفين في أصحاب علي وقيل قتل يوم الجمل ووصف الزهري له بأنه من المهاجرين يرد جميع ذلك قلت وفي الرواة عبد الله بن بديل الخزاعي متأخر يروي عن الزهري وعمرو بن دينار وهو حفيد هذا أو بن أخته وروى عنه أبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي وزيد بن الحباب وغيرهم عبد الله بن بديل آخر روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الخفين ذكره بن منده مختصرا عبد الله بن براء الداري كان اسمه الطيب فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله ذكره أبو علي الغساني مستدركا على أبي عمر بإرساله لابن إسحاق عبد الله بن البراء أبو هند الداري مشهور بكنيته يأتي في الكنى ولعله الذي قبله عبد الله بن برير مصغر ويقال آخره دال بن ربيعة روى عنه أبو عبد الرحمن الحبلي ذكره بن منده عن بن يونس وتعقبه أبو نعيم بأنه ليس فيما ذكره بن يونس ما يدل على صحبة ولا رؤية عبد الله بن بسر بضم الموحدة وسكون المهملة المازني أبو بسر الحمصي وقال البخاري أبو صفوان السلمي المازني من مازن بن منصور أخو بني سليم وقيل من مازن الأنصار وهو قول بن حبان وهو مقتضى صنيع بن منده فإنه قال فيه السلمي المازني وعاب ذلك بن الأثير ولم يفهم مراده بل استبعد اجتماع النسبة لشخص إلى بني سليم وإلى بني مازن ولعل بن منده إنما ذكره بفتح السين نسبة إلى بني سلمة من الأنصار لكن يرد أيضا أن بني مازن الأنصار ليسوا من بني سلمة له ولأبويه وأخويه §

الصفحة 40