كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط الهند) (اسم الجزء: 4)

<90> إن عديا ليلة البقيع تكشفوا عن رجل صريع مقاتل في الحسب الرفيع أدركه شؤم بني مطيع وقال الزهري في روايته عنه أخبرني عبد الله بن عامر بن ربيعة وكان من أكبر بني عدي يعني بالحلف قال الهيثم بن عدي مات سنة بضع وثمانين وقال الطبري في الذيل مات سنة خمس وثمانين عبد الله بن عائذ بن قرط ويقال بن قريط تقدم في عائذ بن قرط عبد الله بن عائذ الثمالي ذكره بن حبان في التابعين لكن قال يقال له صحبة وخلط أبو أحمد العسكري ترجمته بترجمة عبد الله بن عبد فوهم وكذا من تبعه عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو العباس بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أم الفضل لبابة بنت الحارث الهلالية ولد وبنو هاشم بالشعب قبل الهجرة بثلاث وقيل بخمس والأول أثبت وهو يقارب ما في الصحيحين عنه أقبلت وأنا راكب على حمار أتان وأن يومئذ قد ناهزت سن الاحتلام والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى إلى غير جدار الحديث وفي الصحيح عن بن عباس قبض النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين وفي رواية وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك وفي طريق أخرى قبض وأنا بن عشر سنين وهذا محمول على إلغاء الكسر روى الترمذي من طريق ليث عن أبي جهضم عن بن عباس أنه رآى جبرائيل عليه السلام مرتين وفي الصحيح عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ضمه إليه وقال اللهم علمه الحكمة وكان يقال له حبر العرب ويقال إن الذي لقبه بذلك جرجير ملك المغرب وكان قد غزا مع عبد الله بن أبي سرح إفريقية فتكلم مع جرجير فقال له ما ينبغي إلا أن تكون حبر العرب ذكر ذلك بن دريد في الأخبار المنثورة له وقال الواقدي لا خلاف عند أئمتنا أنه ولد بالشعب حين حصرت قريش بني هاشم وإنه كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة وروى أبو الحسن المدائني عن سحيم بن حفص عن أبي بكرة قال قدم علينا بن عباس البصرة وما في العرب مثله جسما وعلما وثيابا وجمالا وكمالا وأخرج الطبراني من طريق بن أبي الزناد عن أبيه عن النعمان أن حسان بن ثابت قال كانت لنا عند عثمان أو غيره من الأمراء حاجة فطلبناها إليه جماعة من الصحابة منهم بن عباس وكانت حاجة صعبة شديدة فاعتل علينا فراجعوه إلى أن عذروه وقاموا إلا بن عباس فلم يزل يراجعه بكلام جامع حتى سد عليه كل حاجة فلم يرى بدا من أن يقضي حاجتنا فخرجنا من عنده وأنا آخذ بيد بن عباس فمررنا على أولئك الذين كانوا عذروا وضعفوا فقلت كان عبد الله أولاكم به قالوا أجل فقلت امدحه إذا قال لم يترك مقالا لقائل بملتقطات لا ترى بينها فصلا كفى وشفى ما في الصدور ولم يدع لذي اربة في القول جدا ولا هزلا سموت إلى العليا بغير مشقة فنلت ذراها لا دنيا ولا وغلا قال بن يونس غزا إفريقية مع عبد الله بن سعد سنة سبع وعشرين وقال بن منده كان أبيض طويلا §

الصفحة 90