كتاب الرسل والرسالات

الغائب بواسطة نوابّه.
ومن ذلك أنهم أحقّ بالخلافة من غيرهم، فهم أحقّ من أبي بكر وعمر وعثمان وغيرهم من الصحابة.
السر في دعوى العصمة (¬1) :
الأنبياء والرسل معصومون بالوحي، (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى - إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4] . فما سر عصمة الأئمة؟ يقول علماء الشيعة الإمامية: إنّ الله جعل في الأئمة أرواحاً يسددهم بها، فقد عنون الكليني في كتابه أصول الكافي لهذا الموضوع بقوله: " باب فيه ذكر الأرواح التي في الأئمة " (1/271-272) و " باب الروح التي يسدد الله بها الأئمة " (1/273-274) ، وفي هذا الباب ستة أخبار منها عن أبي عبد الله قال في الروح الذي في هذه الآية (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا) [الشورى: 52] خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ الله - عز وجل - أعظم من جبريل وميكائيل، كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره، ويسدده، وهو مع الأئمة من بعد.
وفي الباب الأسبق ذكر عن الإمام الصادق أن روح القدس خاصة بالأنبياء، فإذا قبض النبي انتقل روح القدس فصار مع الإمام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يزهو، والإمام يرى به (¬2) ، وفسر في الحاشية الرؤية بقوله: يعني ما غاب عنه في أقطار الأرض، وما في عنان السماء، وبالجملة ما دون العرش إلى ما تحت الثرى.
وفي كتاب بحار الأنوار للمولى محمد باقر المجلسي (25/47-99) " باب الأرواح التي فيهم " " أي في الأئمة " وأنهم مؤيدون بروح القدس وقال ابن بابوية القمي في " رسالة للصدوق في الاعتقادات " (ص108-109) .. " اعتقادنا
¬_________
(¬1) النقول المثبتة هما بمصادرها أخذناها من كتاب الإمامة عند الجمهور والفرق المختلفة د. علي أحمد السالوس: (ص20) .
(¬2) انظر عقائد الإمامية الاثني عشرية لإبراهيم الموسوي الزنجاني: ص161.

الصفحة 115