كتاب الرسل والرسالات

المبحث الأول
الآيات والمعجزات
المطلب الأول
تعريف الآية والمعجزة
الآية - في لغة العرب - العلامة الدالة على الشيء، والمراد بها هنا: ما يجريه الله على أيدي رسله وأنبيائه من أمور خارقة للسنن الكونية المعتادة التي لا قدرة للبشر على الإتيان بمثلها، كتحويل العصا إلى أفعى تتحرك وتسعى، فتكون هذه الآية الخارقة للسنة الكونية المعتادة دليلاً غير قابل للنقض والإبطال، يدلُّ على صدقهم فيما جاؤوا به.
وقد تتابع العلماء على تسمية هذه الآيات بالمعجزات، والمعجزة - في اللغة - اسم فاعل مأخوذ من العجز الذي هو زوال القدرة عن الإتيان بالشيء من عمل أو رأي أو تدبير (¬1) .
ويعرّف الفخر الرازي المعجزة في العرف: بأنّها أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم عن المعارضة (¬2) .
ويعرفها ابن حمدان الحنبلي بأنَّها ما خرق العادة من قول أو فعل إذا وافق دعوى الرسالة وقارنها وطابقها على جهة التحدي ابتداءً بحيث لا يقدر أحدٌ على مثلها، ولا على ما يقاربها (¬3) .
¬_________
(¬1) بصائر ذوي التمييز: 1/65.
(¬2) لوامع الأنوار البهية: 2/289-290.
(¬3) المصدر السابق.

الصفحة 121