كتاب الرسل والرسالات

3- انشقاق القمر:
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم انشقاق القمر، فقد سأل أهلُ مكة الرسولَ صلى الله عليه وسلم آية، فانشق القمر شقين، حتى رأوا حراء بينهما، وقد كان القمر عند انشقاقه بدراً.
وقد سجّل الله ذكر هذه الآية في كتابه، قال (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ - وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ) [القمر: 1-2] .
وينقل ابن كثير إجماع المسلمين على وقوع هذه الآية، كما يذكر أنَّه قد وردت الأحاديث بذكر انشقاق القمر متواترة من طرق متعددة تفيد القطع (¬1) .
وقد شاهد هذه المعجزة الناس في أنحاء الجزيرة العربية، فإنَّ أهل مكة لم يصدقوا، وقالوا: سحرنا محمد، ثمَّ استدركوا قائلين: انظروا ما يأتيكم به السفار، فإنَّ محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلَّهم، وفي اليوم التالي سألوا من وفد إليهم، من خارج مكة، فأخبروا أنَّهم قد رأوه.
وقد شاهد الناس انشقاقه في خارج الجزيرة العربية، يقول ابن كثير: " شوهد انشقاقه في كثير من بقاع الأرض، ويقال: إنّه أرخ ذلك في بعض بلاد الهند، وبني بناء في تلك الليلة، وأرخ بليلة انشقاق القمر " (¬2) .
¬_________
(¬1) البداية والنهاية: 3/118.
(¬2) البداية والنهاية: 3/120.

الصفحة 135