كتاب الرسل والرسالات

الاستقامة أعظم كرامة:
ليست الكرامة دليلاً على تفضيل هذا المعطى على غيره، فقد يعطي الله الكرامة ضعيف الإيمان لتقوية إيمانه، ومحتاجاً لسدّ حاجته، ويكون الذي لم يعط مثل ذلك أكمل إيماناً وأعظم ولاية، وهو لذلك مستغن عن مثل ما أعطي غيره، ولذلك كانت الأمور الخارقة في التابعين أكثر منها في الصحابة، وعلى هذا فلا ينبغي أن يشغل المرء نفسه بالتطلع إلى الكرامة، ولا ينبغي له أن يحزن إذا لم يعطها، وقد صدق أبو علي الجوزجاني وبرّ حين قال: " كن طالباً للاستقامة "، لا طالباً للكرامة، فإنَّ نفسك منجبلة على طلب الكرامة، وربّك يطلب منك الاستقامة، قال بعض من فهم قوله: وهذا أصل عظيم كبير في الباب، وسرّ غفل عن حقيقته كثير من أهل السلوك والطلاب " (¬1) .
¬_________
(¬1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام: (11/320) .

الصفحة 160