كتاب الرسل والرسالات

الأرض من تحميد أحمد، ملك بيمينه رقاب الأمم ".
وفي النسخة المطبوعة في لندن قديماً سنة 1848، والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884، والنسخ القديمة تجد في سفر حبقوق النص في غاية الصراحة والوضوح: " لقد أضاءت السماء من بهاء محمد، امتلأت الأرض من حمده،.. زجرك في الأنهار، واحتدام صوتك في البحار، يا محمد ادن، لقد رأتك الجبال فارتاعت ".
2- ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم بأمر يتعلق به:
وفي بعض الأحيان يذكر مكان مبعثه، ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون، فقرة: (2) : " جاء الربّ من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران " وسيناء هي الموضع الذي كلّم الله فيه موسى، وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى، وفاران هي جبال مكة، حيث أوحى الله لمحمد صلى الله عليه وسلم، وكون جبال فاران هي مكة، دلت عليه نصوص من التوراة. وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ - وَطُورِ سِينِينَ - وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [التين: 1-3] .
وذكرت التوراة مكان الوحي إليه، ففي سفر أشعيا الإصحاح (21) فقرة: (13) " وحي من جهة بلاد العرب في الوعر ". وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء.
وفي هذا الموضع من التوراة فقرة: (14) حديث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإشارة إلى الجهة التي هاجر إليها " هاتوا ماءً لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء، وافوا الهارب بخبزة، فإنهم من أمام السيوف قد هربوا، من أمام السيف المسلول، ومن أمام القوس المشدودة، ومن أمام شدة الحرب " وتيماء من أعمال المدينة المنورة، وإذا نظرت في النص ظهر لك بوضوح أنه يتحدث عن هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتكملة النص السابق فقرة: (16) يقول: " فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة

الصفحة 169