كتاب الرسل والرسالات

الكتب المنزلة اسم القرآن، كما في الحديث الصحيح " خفّف على داود القرآن، فكان ما بين أن يسرج دابته على أن يركبها يقرأ القرآن " والمراد به قرآنه وهو الزبور. وجاء في بعض البشارات عن هذه الأمة " أناجيلهم في صدورهم " فسمى القرآن إنجيلاً، وعلى ذلك فهذه البشارة موجودة عندهم في نبوة أشعيا، فقد جاء فيها: " عبدي الذي سرّت به نفسي، أنزل عليه وحيي، فيظهر في الأمم عدلي، ويوصيهم بالوصايا، لا يضحك، ولا يسمع صوته في الأسواق، يفتح العيون العور، والآذان الصمّ، ويحيي القلوب الغلف، وما أعطيه لا أعطيه أحداً، يحمد الله حمداً جديداً، يأتي من أقصى الأرض، وتفرح البريّة وسكانها، يهللون على كلِّ شرف، ويكبرونه على كل رابية، لا يضعف، ولا يغلب، ولا يميل إلى الهوى مشقح، ولا يذلّ الصالحين الذين هم كالقصبة الضعيفة، بل يقوّي الصديقين، وهو ركن المتواضعين، وهو نور الله الذي لا ينطفي، أثر سلطانه على كتفيه " (¬1) .
¬_________
(¬1) الجواب الصحيح لابن تيمية: (3/281) .

الصفحة 191