كتاب الرسل والرسالات

7- معرفة علماء اليهود بموعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم:
عندما اقترب موعد خروج المصطفى صلى الله عليه وسلم علم أهل الكتاب بذلك بأمارات كانت عندهم، فقد روى أبو زرعة بإسناد صحيح عن أسامة بن زيد عن أبيه زيد بن حارثة أن الرسول صلى الله عليه وسلم التقى بزيد بن عمرو بن نفيل قبل البعثة، وكان مما أخبر به زيد الرسول صلى الله عليه وسلم أنه رحل في طلب الدين الحق دين التوحيد فقال له حبر في الشام: إنك لتسأل عن دين ما نعلم عليه أحداً يعبد الله به إلاّ شيخ بالجزيرة.
قال فخرجت: فقدمت عليه، فأخبرته بالذي خرجت له، فقال: إن كلّ من رأيت في ضلالة، ممنّ أنت؟
قلت: أنا من أهل بيت الله، ومن أهل الشوك والقرظ.
فقال: إنه قد خرج في بلدك نبيّ، أو خارج، قد خرج نجمه، فارجع فصدقه واتبعه، فرجعت فلم أحسّ شيئاً بعد (¬1) .
كان زيد يحدّث بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، ولم يكن يعلم أنَّ الذي يحدثه هو الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ظهر نجمه، ومات زيد قبل البعثة بسنوات.
وقد سبق ذكر خبر ابن الهيبان، الذي خرج من الشام إلى المدينة، فقد قال لليهود عندما حضرته الوفاة: " إنّما أخرجني توقع خروج نبيّ قد أظلّ زمانه، هذه البلاد مهاجره ".
وفي صحيح البخاري: كان ابن الناطور صاحب إيلياء وهرقل سُقُفاً على نصارى الشام، يحدث أن هرقل حين قدم إيلياء أصبح يوماً خبيث النفس، فقال بعض بطارقته: قد استنكرنا هيئتك، قال ابن الناطور: وكان هرقل حزّاءً ينظر في النجوم، فقال لهم حين سألوه: إني رأيت الليلة حين نظرت في النجوم ملك الختانِ قد ظهر " وقال هرقل في آخر كلامه: " هذا ملك هذه الأمة قد ظهر " (¬2) يعني العرب.
¬_________
(¬1) الجواب الصحيح: 3/285.
(¬2) صحيح البخاري: كتاب بدء الوحي حديث رقم: 7. والأسقف مرتبة دينية عند النصارى. والحزاء: يقال للناظر في النجوم، لأنه يقدر الأمور بظنه.

الصفحة 196