كتاب الرسل والرسالات

زهدهم في المتاع الدنيوي:
ومما يدلُّ على صدق الرسل من خلال التأمل في سيرتهم، أنَّ الرسل أزهد النّاس في متاع الدنيا وعرضها الزائل، وبهرجها الكاذب، لا يطالبون الناس الذين يدعونهم أجراً ولا مالاً، فهم يبذلون لهم الخير لا ينتظرون منهم جزاءً ولا شكوراً، هذا أوّل الرسل يقول لقومه: (وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللهِ) [هود: 29] .
وهذا آخر الرسل يأمره الله بمثل ذلك: (قل ما أسألكم عليه من أجرٍ إلاَّ من شاء أن يتَّخذ إلى ربه سبيلاً) [الفرقان: 57] .
وقص الله علينا في سورة الشعراء طرفاً من قصة نوح وهود وصالح ولوط وشعيب وكلّ منهم يقول لقومه: (وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الشعراء: 109، 127، 145، 164، 180] .

الصفحة 201