كتاب الرسل والرسالات

-62) أن الأمامة مرتبة فوق النبوة.
ولذلك فقد حكموا بكفر من أنكر إمامة أئمتهم أو إمامة واحد منهم، قال ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق:
" اعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة من بعده أنّه كمن جحد نبوة جميع الأنبياء، واعتقادنا فيمن أقرّ بأمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنّه بمنزلة من أقرّ بجميع الأنبياء وأنكر نبوة نبينا محمد " ((رسالته في الاعتقاد ص 103)) .
وقال المفيد: " اتفقت الإمامية على أنّ من أنكر إمامة أحد من الأئمة، وجحد ما أوجبه الله تعالى له من فرض الطاعة، فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار " بحار الأنوار للمجلسي ((23/390)) والمجلسي ذكر قول المفيد لتأييد رأيه.
ويرى بعضهم أنّ إنكار الإمامة شر من إنكار النبوة، يقول الحلي الملقب عند الجعفرية بالعلامة: " الإمامة لطف عام، والنبوة لطف خاص، لإمكان خلو الزمان من نبي حي بخلاف الإمام، وإنكار اللطف العام شرٌّ من إنكار اللطف الخاص " ((كتاب الألفين في إمامة أمير المؤمنين للحسن بن يوسف المطهر الحلي 1/3)) وعقب أحد علمائهم على هذا بأنّه " نعم ما قال " وأضاف: " وإلى هذا أشار الصدوق بقوله عن منكر الإمامة هو شرّ الثلاثة، فعنه أنه قال: الناصبي شرّ من اليهودي، قيل: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ فقال: إن اليهودي منع لطف النبوة وهو خاص، والناصبي منع لطف الإمامة وهو عام " ((انظر حاشية ص 43 من كتاب النفع يوم الحشر لجمال الدين المقداد بن عبد الله السيوري)) .

الصفحة 214